موضي الزهراني
إن جائزة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، لا تعتبر من الجوائز العادية العابرة التي يتسابق عليها الكثير من المتنافسين لكسب الجوائز! أو مثل جوائز بعض الجهات التي تبحث عن الأضواء الإعلامية فقط! لأنها جائزة ذات أثر قوي يمتد خيره لسنوات طويلة، وينهض بدوره لتنمية المجتمع. فالجائزة لعام 2017م مثلاً وزعَت على عشرة فائزين لفروعها الثلاثة «شركاء التنمية»، «والتميز للمنظمات غير الربحية»، «والتنافسية المسؤولة» في ليلة تشرف الفائزون بتتويج خادم الحرمين الشريفين لهم بتلك الجوائز التي لم يتم اختيارهم عبثاً! فالجائزة تحمل اسم قائد كبير في تاريخ المملكة ونهضتها الاجتماعية والاقتصادية، وساهم في بناء قاعدة قوية مركز اهتمامها وتوسعها المواطن السعودي، فأصبحت دافعاً قوياً لانتشار التنمية الاجتماعية بين فئات مختلفة في طموحاتها وبحاجة للدعم والمساندة. فهناك الكثير من القدرات المعطاءة في مجتمعنا سواء كانت تطوعية أو تحت مظلة رسمية لديهم الكثير من الإبداعات التي بحاجة للتشجيع ومنحهم الدعم الذي يدفعهم للانتشار الإيجابي لتحقيق أهدافهم الإنسانية، حيث قد يعمل الكثير منهم في الظل ويسيطر عليه الخوف والتردد من الفشل! وفي هذا العام أعجبتني المبادرات والجهات التي فازت بالجائزة، وسأذكرالبعض منها لعدم إمكانية ذكرها جميعاً. ولكن من أكثرها «مبادرة حقق أملهم» والتي تصدرت فرع شركاء التنمية بـ42 % من الأصوات المتلقاة للمبادرات الثلاث النهائية، لأنها مبادرة تخص شريحة عانت كثيراً من الإقصاء الاجتماعي والأسري بسبب مرضها! ولكن هذه المجموعة التطوعية التي انطلقت عام 2014 بهدف دعم محاربي السرطان بمختلف جنسياتهم وأعمارهم ركزت على تحقيق أمنياتهم وتلبية احتياجاتهم ونقلهم من بحر الألم إلى بر الأمل وإن شاء الله ستحقق أهدافها الإنسانية على مستوى أكبر من هذه الشريحة فهم يستحقون الدعم والتشجيع. وكذلك فوز جمعية مودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة لتميزها في تمكين وإرشاد المجتمع للحد من الطلاق عبر برامجها التنموية التي أنطلقت منذ عام 1432هـ فتاريخها في الإرشاد الأسري يستحق مثل هذه الجائزة التنموية المميزة! إلى جانب فوز شركة الحفر العربية كمنشأة رائدة في خدمات حقول النفط لخبرتها التشغيلية التي تجاوزت 50 عاماً وإطلاقها عدداً من الشراكات على المستويين الوطني والإقليمي بهدف تعزيز التنمية المستدامة! وبلاشك ستظهر لنا إبداعاخيرية قادمة مادام هناك جائزة خيرية وقوية في أهدافها، وتسعى لدعم المبادرات والمشاريع المتميزة مثل «جائزة الملك خالد» وستكون دافعاً بإذن الله للكثير من المبدعين للتنافس والظهور الشريف خاصة عندما يطلَعون على آلية الجائزة ولجانها المتميزة تحت مظلة مؤسسة الملك خالد الخيرية التي تحظى بقيادات طموحة ومتميزة ساهمت في ثبات الجائزة سنوياً بإبداع منقطع النظير في كل عام لها!