عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) تأكد ضعف المستوى الفني والبدني لجميع فرق دوري المحترفين السعودي، وقد راودني الشك حول البعض منهم ولكن بعدما شاهدت جولة البيعة وما بعدها والمستوى غير الجيد من أندية المقدمة والأندية الكبيرة ثبت لي الضعف الفني في الأداء، وقد برهن المتصدر ضعف المستوى من خلال ما قدمه مساء الاثنين الماضي أمام الفيصلي والذي كان أحق بنتيجة المباراة عطفا على تميزه في أكثر أوقاتها، وفي المقابل نجد أن المتصدر الهلال، واصل هبوط المستوى الفني بصفة عامة وما قدمه امتداد للمستوى الذي ظهر به أمام الفيحاء وقبله فريق الفتح واستمرار نزيف النقاط، ولكن من حظه أن المنافس شبه منعدم ولا يوجد منافس حقيقي فالكل ضعيف، فالوصيف منتهي فنياً وقد خسر في آخر لقاء بالثلاثة من فريق النصر الذي لا يزال بعيدا كل البعد عن المستوى المأمول.
في الحصيلة نجد أن الأندية الثلاثة لا تقدم أي مستوى مقنع أو تميز حتى ولو في أجزاء من أوقات المباراة وهذا مؤشر غير جيد بل مقلق، وقد يكون أحد أسباب هجر الجماهير للمدرجات وأصبحت المباريات بدون نجمها الأول (الجماهير)، وما يحدث يجب دراسته من قِبل اتحاد اللعبة والبحث عن كافة الأسباب فرغم كل التسهيلات وتقديم التنازلات في أسعار التذاكر إلا أن الحضور الجماهيري دون الطموح ولم يصل إلى هذا التدني في العدد منذ عرفت كرة القدم فما هي الأسباب؟
وبالعودة إلى مستوى الأداء العام لفرق دوري المحترفين فقد يكون زيادة عدد اللاعبين الأجانب والاعتماد عليهم من قبل الأجهزة الفنية سببا في هبوط مستوى اللاعب المحلي وكما هو معروف أن اللاعب المحترف يأتي من أجل المال ومتى ما حصل عليه انتهى الأمر بالنسبة له، فالاحتراف لدينا ليس مطبقا كما يجب ودلال ومماطلة المحترف المحلي بالتأكيد انغرست وتجلت في المحترف الأجنبي والضحية في النهاية الكرة السعودية، والحصيلة النهائية ضعف في المستوى واتجاه الأنظار للدوريات الخارجية وخاصة الأوروبية ولم تعد الإثارة والندية موجودة، فهل من مصلح وقادر على تلافي السلبيات ومعالجة الأمر بطريقة علمية وأنظمة وقوانين تجعل من الاحتراف أمرا إيجابيا ومنطقيا بدلا من إهدار الأموال دون وجه حق.
نقاط للتأمل
- بعد خسارة الأهلي أمام النصر الجولة الماضية وتعادل الهلال أمام الفيصلي والذي يعتبر حصان الدوري وقد خسر قبلها من الفيحاء والنصر ثالث الترتيب يخسر ويتعادل كثيرا، بعد هذه الإحصائية المتواضعة أصبحت القراءة الفنية والتوقع صعبا على أي متابع للدوري، ورغم أن البداية كانت مشجعة ومثيرة إلا أن ما نشاهده اليوم يدعو للدهشة وبحث الأسباب ومعالجتها سريعاً لتعود القوة والإثارة والندية المطلوبة.
- تختتم اليوم منافسات دورة الخليج الثالثة والعشرين في الكويت بعدما حققت نجاحا منقطع النظير، فقد اجتمع أبناء الخليج وأقاموا الندوات والبرامج والتجمعات، فنسيج أبناء الخليج الواحد لا يمكن أن يتفرق أو يغيب، وحلاوة البطولة ليست مقتصرة على الملعب وكرة القدم ولكن ميزتها الحقيقية هي تجمع الأجيال القديمة والحديثة وتكريم الرموز والشخصيات التي خدمت وحافظت على هذا العرس الرياضي، وهنا يجب أن نقول شكرا للكويت وأبنائه على كل ما قدموه وهذا ليس بمستغرب عليهم فهم دائما من الأوائل في كل شيء.
- بدأت فترة الانتقالات الشتوية، ولا أعتقد أن معظم الأندية لدينا ستقدم على تعاقدات أو استبدالات نظراً للضائقة المالية لمعظمها إن لم تكن جميعها ناهيك عن بعض الأندية التي لديها الكثير من المشاكل والشكاوى والديون، ويأتي هنا دور اتحاد اللعبة ولجنة الاحتراف في التنبيه على الأندية صاحبة المشاكل في عدم التفاوض والبحث عن تعاقدات جديدة ويجب أن يكون ذلك مبكرا وليس بعد توقيع اللاعب وحضوره حتى لا يدخل النادي في نفق المشاكل من جديد.
- تم تكليف إدارة جديدة لنادي النصر بعد إعفاء الإدارة السابقة والسؤال المطروح من الجميع والمهتمين بأوضاع النادي من يتحمل ديون النادي المليونية؟ وكيف ستكون معالجة الأمر بطريقة سريعة إذا ما عرفنا أن هناك تهديد من قبل لجنة الانضباط الدولية بمحاسبة النادي ومعاقبته إذا لم يتم دفع ما عليه لعدد ليس بالقليل من مدربين ولاعبين، ويأتي في مقدمتهم المدرب الإيطالي كانافارو والمدرب كارينيو مدرب الشباب حالياً ونادي برازيلي وأندية أوروبية والقائمة تطول، ولكن يجب تحديد المتسبب وتحميله كامل المسئولية.
- خاتمة: في هذه الدنيا يجب أن تبتسم ولك حسنة، وتمرض ولك أجر، وتصبر ولك من بعد الصبر يسرا، وتحسن ولك ضعف إحسانك، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم من كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.