محمد المنيف
الملتقى الذي أقامته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قبل فترة قصيرة أعادني إلى فترة قيامي بمهمة رئاسة جمعية التشكيليين، كنت وقتها قد سعيت إلى إقامة مشروع تعاون بين الجمعية مع هيئة السياحة تشرفت خلالها بالالتقاء بالأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والدكتور علي العنبر مستشار رئيس الهيئة للتراث والثقافة، دار الحديث حول الكثير من الأمور التي تهم الفن التشكيلي ورغبة الجمعية في مد جسور التعاون وقد وجدت وقتها ترحيبا منقطع النظير من جانب سمو الأمير سلطان، وزادني ذلك اللقاء أن أكتشف بعد نظر ومعرفة الأمير سلطان بالواقع التشكيلي واطلاعه على إبداعات الكثير من التشكيليين في مختلف مناطق المملكة، كما تفهمت ما يمكن التوصل إليه من جمع بين إبداع التشكيليين والبرامج في هيئة السياحة، ومع أن الحلم الذي كنت أحمله معي في ذلك الوقت قد تبدد من جانبي بعد استقالتي، إلا أنني أرى أن وجود تعاون أو برامج مشتركة من خلال التخصص الثقافي في الهيئة المعني بالسياحة والآثار ولد منه فكرة دارت بيني وبين الدكتور علي العنبر أن تعد رحلات تحت عنوان: (الفنان التشكيلي يستلهم الآثار) والتي وجدت الاستحسان، كون الدكتور علي العنبر من المهتمين بالفنون التشكيلية والممارسين لها، بأن يتم اختيار لكل رحلة لمواقع الآثار مجموعات من المواهب المتميزة ومن الفنانين أصحاب الخبرات في مجال الفن التسجيلي أو التعبير بأساليبهم عن تلك الآثار، لجعل استلهام محتويات تلك المواقع جزءا من المعارض التي تقيمها الهيئة للآثار يمزج فيها بين فنون عصور مضت بالفنون الحديثة وهي تجربة ناجحة تحققت نتائجها في الملتقى الأول لجمعية التشكيليين عام 2014م الذي اخترنا له عنوان: (آثارنا إبداع يعانق الحاضر)، قدمت فيه أعمال فنية استلهمت من آثار المملكة بأساليب معاصرة، أعود لما يمكن لهيئة السياحة إقامته لغرس حب الأجيال لآثار وطنهم عبر ورش للرسم في المتحف الوطني لإبراز أصل الهوية التاريخية للوطن لفنانين معروفين أو للموهوبين من طلبة المدارس المرشحين من قبل إدارة التعليم .
مجال الآثار جزء من هوية الفن التشكيلي في كل دول العالم وأقربها مصر والعراق، حيث استلهم الفنانون فيها آثار أوطانهم فأصبحت علامة خاصة تدل على أصالة إبداعهم.