رقية سليمان الهويريني
قد أتعرض للنقد والسخرية وأنا أضع عنوان مقالي بهذه الصورة المستفزة! ولكني مواطنة أعايش أعباء تكاليف ارتفاع أسعار الطاقة مثل بقية المواطنين سوى أنني أرتئي أن نجعل من المحن مِنَحاً بالبحث عن وسائل نساير فيها هذه الأعباء طالما لم تساير متطلباتنا! ولعلنا نتشارك في حوار عملي وتفكير منطقي وإيجاد حلول بديلة لتخفيف تلك الأعباء التي ستؤثر في موازنتنا المحدودة.
فعلى النطاق الأسري؛ نرى توسُعَ الناسِ بتخصيص غرف نوم خاصة لكل فرد؛ كبيراً أو صغيراً، أفليس من المنطقي تقليص عدد الغرف ترشيداً للطاقة الكهربائية من تكييف وإنارة وخلافها، ولتعد الغرفة للخلود للنوم فقط وليست جناحاً مستقلاً ومجلساً يحتوي على تلفزيون وأريكة وثلاجة وأحياناً مكتباً! بل إن هذا الأسلوب الوافد قد جعل من أفراد الأسرة غرباء في منازلهم حيث تسبب بحالة من العزلة والابتعاد عن بعضهم بدلاً من حالة الحميمية المطلوبة!
وليت الموظفين في قطاع واحد يقتنعون بالاشتراك في مركبة واحدة توصلهم لمقر عملهم لأنهم لن يكونوا بحاجة لمركباتهم الخاصة أثناء العمل، وهي طريقة مجدية لتخفيف الازدحام، والوصول باكراً. فضلاً أنها وسيلة لتقاسم أعباء الوقود في ظل أسعارها الحالية خصوصاً من يكون سكنه بعيداً عن مقر عمله. مع الأخذ بالاعتبار تعبئة المركبة بالوقود قبل انتهائه؛ للحفاظ على انتظام الكمية المتدفقة للمحرك وتجعله يستهلك كمية أكبر من الوقود، والاحتراس بعدم ملء الخزان تماماً كيلا تقل كفاءة عمله، والحرص على التزود بالوقود صباحاً حيث تكون كثافته عالية.
إن تدبر المعيشة واستخدام الطاقة بتعقل؛ وهي الحكمة بذاتها وهو الوعي بأجمل صوره، والتخطيط المسبق وإدارة الأسرة اقتصادياً وتعميق فلسفة الادخار هي وصفات آمنة ووقاية من حمى الصرف العشوائي لمجرد المتعة الوهمية، حين يتحول هذا الصرف والاستهلاك لرغبة غير مقننة يتبعها شعور بالحسرة بعد نفاد ما في الجيب وانتظار وترقب ما في الغيب!