علي الصحن
أسرف الفريق الهلالي في إهدار النقاط في الدوري السعودي، وأمام فرق كان المتابعون يرشحونه لتجاوزها وضرب فارق واسع بينه ومنافسيه على اللقب. خمس نقاط فقط في مواجهات الفتح، الفيحاء، أحد والفيصلي، محصلة متدنية للغاية لفريق يريد الحفاظ على الكأس التي توج بها الموسم الماضي، ومحصلة تشي بأن الفريق يعاني بالفعل، وأن إدارته العليا يجب أن تتدخل لإصلاح شأنه قبل أن يجد فرصته بالذهب، وقد تسربت كما يتسرب الماء من الكف، وقبل أن يجد أنه عاجز حتى عن الحصول على مقعد يضمن له المشاركة في النسخة بعد القادمة من دوري أبطال آسيا.
الواقع يقول: إن الهلال يعاني خلال الفترة التي تلت خسارته للنهائي الآسيوي، صحيح أنه نجح في الخروج من الآثار المباشرة للخسارة وتبعاتها بتجاوزه لمنافسه على اللقب فريق الأهلي، واستمرار تصدره للدوري، لكن الظروف التي صاحبت النهائي - وليس الخسارة فقط - ما زالت تكبل الفريق، ولا أدري هل أقول إن هناك تشبعا أو نوعا من الإحباط لدى بعض مسيريه ولاعبيه ومدرجه؟
الهلال اليوم يعاني من عدم وجود قائد للفريق داخل الملعب، ومع احترامي لقائد الفريق (الحقيقي) أسامة هوساوي إلا أن المتابع لا يلحظ له أي تأثير على زملائه داخل الميدان، وهو أمر يجب أن يتنبه الجهازان الإداري والفني له.
والهلال اليوم يعاني من وجود لاعبين ضمنوا مراكزهم ويستحيل أن يطالهم التغيير مهما تكررت أخطاؤهم، وانعدمت فائدتهم، ولا أدري هل هي قناعات فنية حقيقية، أم أن عدم وجود بديل مثالي هو السبب!!
والفريق يعاني من قرارات غريبة لمدربه، ففي البداية كان قرار التعاقد مع ماتياس، ثم الإصرار على مشاركته وانتظار أن يقدم شيئاً، ثم حجب الفرصة بالكامل عن مختار فلاته، وفجأة يشارك في النهائي القاري، ثم يغيب ولا يشارك إلا لماماً، وعندما يشارك يدفع به دياز في الدقيقة (90) وقد تكرر ذلك، فهل عجزت الإدارة ومدير الكرة أن يقولا له لماذا يحدث ذلك؟ وهل هي قناعات فنية أيضاً؟
والفريق اليوم يلعب ويستحوذ على الملعب ولا يسجل، يسيطر ولا يفوز، يستنزف لياقته بلا فائدة، يحوم حول الحمى لكنه يعجر أن يجد إلى هدفه منفذاً وسبيلا.. يحصل على الكثير من ضربات الزاوية والأخطاء المناسبة لكنه لا يستفيد منها.. أمامه ست خانات لاعبين أجانب لكنه لم يستغلها كما يجب!!
من الواضح أن الفريق الهلالي يعاني من شيء ما، والأسئلة تتناثر هنا وهناك بعد كل تعثر للفريق:
هل خفت حماس إدارة النادي؟ هل يرى ممرنه دياز انه قدم كل مالديه وأنه لم يعد قادرا على تحقيق إضافة فنية للفريق؟ هل وجد الهلاليون أن صفقات الصيف الماضي ولاسيما المحلية منها والتي هلل لها كثير من الهلاليين ورحب ليست بالمستوى الذي كانوا يؤملونه؟ هل كلّ الهلاليون من بعض لاعبي فريقهم وعدم قدرتهم على التفاعل مع ما يحتاجه الفريق؟ هل وصل الفريق إلى مرحلة عالية من التحضير الذهني والبدني والفني واللياقي في وقت مبكر من الموسم، ثم حدث الانحدار السريع بعد النهائي الآسيوي؟ هل عدِمَ مدرب الفريق الحلول؟
من ناحيتي.. أسترجع ما كتبته هنا قبل أسبوعين، وهو ما قلته في عدة مناسبات تتشابه ظروفها مع حال الهلال اليوم: (الهلال اليوم يعاني وسيظل يعاني، وما يخشاه الهلاليون أن موعد دفع فواتير المجاملات وعدم تصحيح الأخطاء، ومواصلة ضخ المسكنات في الفريق قد حان، وأن على الفريق أن يسدد الثمن). نعم فالهلال يعاني من نقص حقيقي في عدد النجوم (المؤثرين) الحقيقة أن لاعبي الفريق اليوم ليس بينهم اللاعب الذي يمكن له وحده أن يحمل ثقل الفريق ويصحح أخطاءه، هذا شيء كان يقوم به سامي الجابر والثنيان على سبيل المثال، وفي الموسم الماضي وبداية هذا الموسم تكفل به السوبر ادواردو.
قلت سابقاً: (طوال السنوات الماضية كان الهلال يعاني ثم تتخذ إداراته إجراءات عاجلة تصلح الحال وتعيد الفريق بشكل أفضل، لكنه يسقط أحياناً في الأمتار الأخيرة، ويعود لمعاناته من جديد، لأن الحلول لم تصل إلى لب المشكلة) والسؤال اليوم وقد شرعت الفترة الشتوية أبوابها: هل يبدأ الهلاليون في مداواة جرح فريقهم النازف، ووضع حد لمعاناته، ورسم طريق جديد لا يتوقف فيه.
الحلول لا تعدم، ما من مشكة يعجز عنها الإداريون المميزون، لكن على صناع القرار العمل بجد للوصول إليها.