ما يقوم به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- من جهود عظيمة وخطوات متسارعة وسعي جاد وخطة عمل واضحة من خلال الخطة المستقبلية التي رسمها لبلادنا الغالية من خلال مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، وهي رؤية المملكة 2030 إيماناً منه بالمعطيات التي تمتلكها المملكة والموارد المتاحة والفرص العديدة التي تنعم بها بلادنا بحكم أنها قبلة العالم الإسلامي، وفيها الحرمان الشريفان، ومن خلال أيضاً موقعها الإستراتيجي حيث إنها الجسر الذي يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا من خلال ما يحيط بها من المياه الإقليمية.. حيث تحظى بها الدولة ولم تستغل جيداً، فسمو ولي العهد منذ توليه منصب ولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية سابقاً قد بدأ فعلاً في بلورة الأفكار ووضع لبنة الأساس في تاريخ المملكة، حينما بدأ في إعداد رؤية المملكة 2030 ومن ثم موافقة مجلس الوزراء عليها.
ومن المهم أيضاً توضيح الجهود التي قام به سموه لمناقشة أسعار النفط مع كبار منتجي النفط في العالم وتثبيتها، لاسيما في زيارة سموه الأخيرة إلى روسيا والتي ختمها الرئيس الروسي بشكر الرياض على موقفها في سوق النفط، والتأكيد على أن المملكة عامل مهم في استقرار السوق العالمية للوقود.
ومن المهام الجسيمة التي تصدى لها سموه تغيير الأنظمة التي تسهم في معالجة بعض المشاكل الاقتصادية والتباطؤ الاقتصادي والاعتماد الكلي على البترول.. وذلك من خلال تطبيق قرارات حاسمة تحد من الاعتماد على البترول وتوطين عدد من الوظائف التي تساعد على تخفيض من معدلات البطالة وتساعد على دفع عجلة التنمية، ووضع برامج تسهم في تطبيق رؤية المملكة 2030 وهي برنامج التحول الوطني 2020 وبرنامج التوازن المالي 2020 حيث إن برنامج التحول الوطني 2020 (أحد برامج رؤية المملكة 2030) سيؤدي إلى رفع نسبة إقبال السعوديين على العمل في القطاع الخاص إلى 50 %، وتخفيض معدل البطالة بين السعوديين إلى 9 %.. ورفع نسبة القوى العاملة النسائية إلى 30 % بحلول عام 2020 ورفع عدد الفرص العمل الإضافية للسعوديين في القطاع الخاص إلى ثلاثة ملايين وظيفة بحلول عام 2020وزيادة أجور السعوديين.
بالإضافة إلى أن برنامج التوازن المالي 2020 سيسهم في تحفيز نمو القطاع الخاص غير النفطي، وزيادة المحتوى المحلي وبناء صناعة محلية تنافسية، وتحسين ميزان المدفوعات من خلال زيادة الصادرات غير النفطية، ودراسة فرض مقابل مالي على كل عامل وافد في القطاع الخاص تدريجياً.
وأيضاً ما قام به سمو ولي العهد -حفظه الله- بزيارته التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية كأول مسؤول سعودي رفيع يقوم بزيارة الرئيس الأمريكي منذ تولي الأخير الرئاسة، لبحث مستقبل الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، والتي كانت من نتائجها الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية بصفته أول رئيس أمريكي يختار الرياض كأول وجهة خارجية له بعد توليه الرئاسة، وعقد ثلاث قمم تاريخية وهي القمة السعودية الأمريكية والقمة الخليجية الأمريكية والقمة العربية الإسلامية الأمريكية. ولو تأملنا حقيقة لوجدنا أن جميع هذه الخطوات العظيمة والإصلاحات الكبيرة قد تمت خلال فترة وجيزة، مما يبشر بإذن الله بمستقبل زاهر وحالم يتطلع إليه جميع أبناء هذا الوطن الغالي.
نسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.