فهد بن جليد
حالة غريبة من التشفي نلحظها في تعليقات بعض الإخوة العرب الذين يحاولون التندّر على حال المواطن في الدول الخليجية التي طبقت الضريبة المُضافة بداية هذا الأسبوع, ومُحاولة إرهاب مُجتمعاتنا وتخويفها بالإرجاف حول وضعنا المالي وأسعار الطاقة لدينا, هؤلاء نسوا أو تناسوا بأنَّ بلدانهم تطبق تلك الضرائب وغيرها مُنذ وقت مبكر, دون أن يستفيدوا منها هم كمواطنين نتيجة الفساد الذي يستشري في بلدانهم مُنذ عقود, فرضت عليهم هذه الضريبة وبلدانهم تواجه عجزاً ماليا كبيراً, بينما اخترنا هذا التوجه ونحن في عز قوتنا وقدرتنا المالية, ووسط إجراءات صارمة لمواجهة الفساد واجتثاثه, من أجل ضمان مُستقبلنا ومُستقبل أجيالنا كخطة علاجية, وأسلوب اقتصادي علمي, وشتان ما بين الصورتين والحالتين, فيكفي مُزايدة علينا وعلى اقتصادنا ورفاهيتنا.
حتماً سيتعوَّد المُستهلك على دفع ضريبة القيمة المُضافة, مثلما سيتعوَّد التاجر على احتسابها بالشكل الصحيح والقانوني, وسنتجاوز مرحلة التقبل الأولي وصعوباته, إلى مرحلة التكيف واتخاذ خطوات إصلاحية استهلاكية على الصعيد الشخصي والأسري للأفراد والمجتمعات بالتوقف عن شراء ما لا يلزم لوقف الهدر المالي بدفع الأسعار, وضريبة قيمتها المُضافة, والأهم هو تفاعل الجهات الرقابية السريع مع شكاوى المُستهلكين من محاولات بعض التجار وشجعهم الذي لن ينتهي, فقد عانينا منه سابقاً وهم لا يملكون مبرراً لرفع الأسعار, فكيف هي حال الأمور اليوم, وفي يد كل منهم آلة حاسبة, لإضافة الهللات والفروقات فوق الريالات.
من حق المواطن البسيط أن يحصل على معلومة مُبسطة وواضحة, تزيد من وعيه وفهمه لهذه التجربة الجديدة التي يخوضها, وتحصِّنه من إرجاف المُرجفين وأكاذيبهم, وتفسِّر له لماذا يدفع (قيمة مُضافة) كضريبة على فاتورة مُشترياته, إضافة إلى توضيح مصير هذه الضريبة, وكيف يمكن أن يستفيد المواطن نفسه منها بطريقة غير مُباشرة, بدلاً من تلك الدوامة التي أدخله فيها بعض التجار, مع الساعات الأولى لسريان بدء التنفيذ, لناحية التذمر, والتأفف من هذه الزيادة وطرق تحصيلها, والتي تزامنت مع رفع الدعم عن أسعار الطاقة أيضاً.
المُشكلة الأخرى أنَّ بعض أصحاب المحلات والباعة, لم يكونوا موفقين في تهيئة المُستهلك المحلي لتقبل دفع ضريبة القيمة المُضافة على قيمة مُشترياته بطريقة صحيحة, فهذا يذكر كل زبون يدخل إلى محله - بطريقة تحذيرية فضة - بأنَّه سيدفع ضريبة وزيادة على فاتورته, وكأنَّ مصيبة قد حلت بالناس, والآخر يحاول استغلال هذا التغيير بجبر كل الكسور لصالحه, مع الارتفاع غير المُبرَّر في بعض الأسعار, بينما أفضل النسخ كانت في تعليق ورقة ومشهد صامت يؤكد أنَّ هذا المحل خاضع لاحتساب قيمة الضريبة المُضافة, وهي تنتظرك عند الكاشير أو المُحاسب, رفقاً بنا يا جماعة الخير.
وعلى دروب الخير نلتقي.