«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
إيران تنتفض على فوهة بركان والعالم يتابع ما يحدث في إيران التي يسيطر عليها نظام ملالي مستبد. طوال العقود الأربعة الماضية نعم يتابع ما يحدث وهو يضع يده على قلبه خوفًا من أن يقوم نظام ولي الفقيه وقادته الطغاة أو الذين لا يتورعون من أن يفتكوا بالمتظاهرين الذي انتفضوا في مختلف المناطق والمدن الإيرانية المختلفة ضد الطغيان والاستبداد والفساد والفقر الذي جرم ملايين الشعب الإيراني من لقمة عيش نظيفة فراح الشعب المغلوب على أمره يعبر عن احتجاجاته ومطالبه، بل راح يصرخ في وجوه حرس النظام بالموت. بل إن صيحات المواطنين الإيرانيين الذين عانوا الكثير الكثير طوال عقود حكم نظام ولاية الفقيه الذي حرمهم من عديد من حقوقهم وسلب منهم الكثير من حرياتهم وتحركاتهم هذه الصيحات وتلك الصرخات وحتى المواجهات التي نقلتها عدسات «الإعلام الجديد» بالصوت والصورة أكَّدت للعالم حقيقة واقع إيران الملالي، بل دعت الرئيس الأمريكي ليصرح أن العالم يراقب ما يحدث. والمدهش بل المثير أن نظام الملالي منذ كشف عن وجهه القبيح كان يتستر خلف أقنعة مختلفة كمسؤوليته عن الدفاع عن الشعوب المحرومة أو المظلومه أو التي تعاني من ظروف اقتصادية. متناسيًا أن الشعوب الإيرانية في عهده باتت تبيع أجزاء من أجسامها من أجل توفير المال. ولو فتحنا سجلات وتقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لوجدنا العجب والصيام في رجب فجميع التقارير تشير بالصور والوثائق لما تعرض له من انتهاكات مختلفة ووحشية وإعدامات لأسباب واهية، بل سجلت الوثائق أكثر من 20 ألف حالة إعدام لمعارضيه ولمن خرج عن نظامه وسياسته التي اعتمدت على الترهيب والتخويف مما دفع بملايين من الإيرانيين إلى الهروب إلى الخارج من خلال الهروب واللجوء والهجرة السرية. ولقد اعتبرت الخارجية الأمريكية أن النظام الإيراني على رأس الأنظمة في العالم التي تنتهك حقوق الإِنسان. بل إن الوضع تدهور فيها بصورة لافتة منذ تولى رئيسها الخالي «روحاني» منصبه عام 2013م. وهذا ما أكدته الأصوات التي صرخت وطالبت في الانتفاضات والمظاهرات بالموت لروحاني .. وهذه الأصوات نتيجة طبيعية وحتمية لمعاناة المواطن الإيراني الذي وجد أموال وطنه باتت تذهب في نشر الموت والإرهاب والتدخل في شؤون الدول المجاورة وغيرها. بل سجل التاريخ بحروف من دم تدخله في شؤون العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان. ولماذا نذهب بعيدًا وسجون النظام تشيرسب اعتراف النظام نفسه بأن سجونه يدخلها سنويًا ما لا يقل عن نصف مليون مواطن مغلوب على امره بل وصف رئيس هيئة السجون «أصغر جهانغيري» هذا الرقم بالمرتفع جدًا، مضيفًا: «لدينا أكثر من 1000 عنوان لتعريف الجريمة في القانون، مما يعني أننا قادرون على إحالة أي شخص إلى السجن». حسب ما جاء في تصريحات صحفية. والمؤسف أن نظام الملالي عزف على المذهبية والطائفية الممجوجة بمحاباته وتقربه لمواطنيه الشيعة على حساب الطوائف الأخرى من سنيه عربية وكرديه والعالم بات في السنوات الأخيرة يشاهد معاناة الشعب الأحوازي التي تنتج أرضه أكبر نسبة من النفط الإيراني 80 في المائة حيث حقوله الغنية بالنفط والغاز ومع هذا يعيش كما يقال على الكفاف.. فلا عجب بعد هذا وأكثر من هذا أن تخرج الشعوب الإيرانية في شوارع المدن وفي مختلف الأقاليم والمناطق والمدن الكبرى صارخة. المواطنون ومن مختلف الفئات العمرية موظفون وعمال وطلاب رجال ونساء. جميع المظاهرات كانت عفوية وتلقائية. بل راحت المظاهرات مطالبة بالموت للدكتاتور. وأخيرًا ماذا بعد وإلى أين تذهب إيران.. هذا ما سوف تخبرنا به الأيام مع العام الجديد.. ولا يصح إلا الصحيح..؟!