فهد بن جليد
قرار رئيس هيئة الرياضة الأخير بإقالة رئيس نادي النصر وحل مجلس الإدارة، ليس القرار الأول الذي يتخذ ضد إدارة ناد, فقد فُسِّرت استقالة رئيس نادي الأهلي سابقاً بأنَّها بداية لحل مشاكل الأندية التي تعاني من سوء إدارة, إلا أنَّ القرار الأخير شكَّل خطوة واضحة ومُباشرة لناحية الإقالة وحل مجلس الإدارة، وفقاً لصلاحيات رئيس هيئة الرياضة ونتيجة الوضع المادي للنادي، وهو - برأيي- تدخل موفَّق لخدمة الرياضة السعودية ونادي النصر وجماهيره في نهاية المطاف، مع التقدير الكامل والامتنان لرئيس النصر السابق على كل ما بذله من جهود ونجاحات سابقة, فما حدث هو إجراء إداري يحفظ للجميع مكانتهم.
مُنذ أن بدأ تركي آل الشيخ في إصلاح الحالة الرياضية السعودية، بتلك القرارات الجريئة والقوية والمُتلاحقة، التي غيَّرت وجه وبيئة الوسط الرياضي للأحسن ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل إنَّ الإصلاح السعودي طال الرياضة الخليجية والعربية أيضاً، وسط سؤال لا يقل جرأة عن تلك الإصلاحات يطرح على ألسنة المُعلّقين ويستغله بعض الخصوم في الخارج وهو: هل يستطيع آل الشيخ أن يقترب من أندية الكبار، ويغير ساكناً في وضع هذه الأندية، أم أنَّ صلاحيته تقف فقط عند حد الأندية التي يرأسها مواطنون أو رجال أعمال.
السؤال تردَّد على مسامع الجماهير السعودية، في حواراتهم وانتقاداتهم ونقاشاتهم حول الشأن الرياضي، ويبقى مقبولاً كون الخطوات الإصلاحية التي اتخذها رئيس هيئة الرياضة وصلت إدارات الأندية التي يرأسها الكبار بشكل مباشر كما حدث مع النصر مؤخراً، إلا أنَّ السؤال لم يكن بريئاً عندما يُطرح من الإعلام القطري (إعلام الحمدين) تحديداً، فقد كان الخبث واضحاً فيه، لأنَّ جهود رئيس هيئة الرياضة ونجاحاته المحلية والخليجية والعربية في مواجهة الأخطاء، وحل المشاكل المُتراكمة في الوسط الرياضي، وإعادة الهيبة والمكانة اللائقة والطبيعية للرياضة السعودية، أزعجت هؤلاء وأقلقتهم، لتأتي الخطوة الإصلاحية الأخيرة في نادي النصر، وتخرس ألسنتهم، فقد كان تركي آل الشيخ شجاعاً في الموعد الذي يتطلب منه التدخل, في كل الأندية السعودية وفق الإجراءات الإدارية والنظامية المُتبعة، دون الالتفات إلى أحقاد هؤلاء المُفلسين والحاقدين .
من حقنا أن نحتفي بكل قرار شجاع وجريء يصبُّ في مصلحة رياضتنا، ونصفق له احتراماً وإعجاباً، كونه اتخذ ببساطة من أجل مصلحة رياضة الوطن، دون مُجاملة لأحد .
وعلى دروب الخير نلتقي.