رقية سليمان الهويريني
مر عام 2017 ودلف عام 2018 واستوى جالساً على عرش الزمن! وإن كانت مرارة الأول لا زالت تتحلب في أفواهنا بما حملته من أحداثٍ سياسية عربية وإسلامية وعالمية ما برحت ذكرياتها لا تفارقنا بعد أن أثقلت كواهلنا فأهرمت أرواحنا وكادت تغيّب عقولنا، مما جعلنا نطوي هذا العام غير مأسوف عليه ونترقب الثاني بتوجس وحذر؛ ونستشرف التفاؤل الذي نقتات عليه (لعل اللهَ يُحدِثُ بعد ذلك أمراً) مع اليقين بأنَّا (لا ندري أشرٌّ أُريدَ بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا).
أما الخير فهو تقوض معارك التكفير الفكرية المتوحشة وتواري الحروب الانتحارية الضارية في بعض البلاد العربية الأكثر شبهاً بحرب الصرب ضد البوسنة والهرسك، وروسيا ضد الشيشان مما ينبئ أن يكون مصيرهم مشابهاً، حيث كلفت الإرهابيين آنذاك خسارتهم الوجودية، وعمَّ السلام. مع يقيني أن العالم طالما يسير نحو سباق التسلح وبيع وشراء الذمم فإن جدلية الحرب والسلام ستظل قائمة للأبد!
وإني لأدعو الله أن يلهم الشعوب المنكوبة الصبر، وينزل السكينة عليهم، ويجزي خيراً من أعانهم على تحمل المآسي والكروب.
ولعلنا ندرك أن هذا الوقت هو زمن التكتلات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ولا يمكن للدويلات أن تكون بمأمن حين تكون منفردة، فإن في تكتلها وحدتَها وقوتها الإقليمية والعالمية، ومن يعتقد أنه الأقوى بقوته الفردية مخطئ، فالتكامل بين الدول عبر اتحادات عالمية متعاضدة يجعلها أقوى؛ بشرط توازن القوى وعدم الطغيان! فانهيار الاتحاد السوفيتي وتفسخ الرايخ الألماني (الإمبراطورية الألمانية) يشير إلى أنه لا يمكن الاستمرار باستخدام مبدأ القوة والاستبداد.
ولأننا في بداية عام جديد؛ ألا فاكتبوا أمانيكم اليوم واحفظوها واجعلوا لها تذكيراً في بداية العام القادم وافتحوها وانظروا ماذا تحقق منها. فقد كتبت في بداية عام 2017 أمنيتي بزوال (داعش) وكانت أمنية عامة في أسوأ حالات التشاؤم، ولا شك أن زوال دولة الخرافة كان أجمل حدث في السنة الماضية، وبقيت الأمنية الخاصة لعلها تتحقق، ويظل الوقت خصماً لي في طوله أو قِصره!
دامت أيامكم سعادة وراحة بال!