سلطان المهوس
التحول الكروي «تجارياً» يزداد نضجاً حيث لم يعد حكراً على الأوربيين فقط ففي السعودية -مثلاً- لم يكن يخطر على البال قبل عشرين عاماً ان الدوري السعودي سيشهد أضخم اتفاقية لحقوق البث التلفزيوني «محلياً» بقيمة 4 مليارات و100 مليون ريال سعودي، أو ما يعادل 1.093 مليار دولار..!!
ولم يخطر على البال أن تصل رعاية الشركات للأندية لعشرات الملايين بعد أن كانت «ملاليم»..!!
كل هذا التحول السريع جاء استجابة «متأخرة» لما يدور بالعالم الكروي ولولا «التخلف «الإداري و»العبث المالي» وترك المؤسسة الرياضية «للدرعى ترعى» لكانت الكثير من أنديتنا اليوم في قمة «النضج» وليست في قمة «الفوضى» والديون والمشاكل الدولية!.
من المهم أن يتزامن التحول «التجاري» الذي ترسمه هيئة الرياضة للأندية مع تحول «فني- إداري» مدروس فلدينا مشكلة حقيقية في «الاحتراف» وتغيير الكفاءات -عدم الاستقرار- والانضباط حتى أن أحد عناصر المنتخب الاول لكرة القدم الادارية هو «لواء» عسكري سابق..!!
الجمع بين الشغف الفني والربح التجاري لا يمكن أن يأتي بين يوم وليلة، ولا يمكن أن يأتي والخلوق عادل عزت -مثلاً- يقفز كرئيس اتحاد كروي ليرأس رابطة الدوري وكأن «البلد» عقيمة الكفاءات أو أن معادلات الأوربيين فاشلة..!!
لدينا مشكلتان حقيقيتان تواجهان المشروع التطويري الرياضي:
- التطوير بتسارع مربك ونتيجته التشتت «لاحظ: لا يوجد خارطة طريق مزمنة».
- القيادة المركزية للمشهد الرياضي كاملاً ونتيجتها فقدان كل العناصر الشجاعة بالمبادرات أو تقديم شيء أو حتى التعليق (لا تريد الهيئة ذلك).!!
دعونا نتفق أننا أمام قائد «رياضي» متحمس وشجاع ولديه فاعلية كبيرة جداً لترسيخ التغيير الرياضي لوطنه، وأعني «تركي آل الشيخ».
ودعونا نتفق -إن أردتم- أننا نحتاج إلى قراءة متأنية لكافة الخطوات التي انطلقت منذ سبتمبر الماضي، فلا يكفي الثناء عليها فقط فالتفكير بصوت عال ومسموع هو أحد منطلقات الشراكة بالتغيير وأعني كل الرياضيين.
القيادة الرياضية -ربما- مؤمنة أن سلاح التغيير لا يحتاج لكل ما سبق وان الواقع الذي شاهدته يحتاج لبلدوز سريع لتغييره وهنا نحترم الإجراء «ما كل ما يعلم يقال»!!
الحاجة لبناء كيانات متخصصة ومستقلة سيخفف علينا «القلق» عند التفكير بمستقبلها لأنها ستكون صلبة قوية معتمدة على نفسها، وهذا هو التحدي الكبير لمرحلة التغيير، فالمركزية تعني رسم «حقبة» ترتبط «بالاسم» ومن حق أي «اسم» أن يخلد «تاريخه» شرط أن يضمن تغييرات ابدية لافتة للافضل لا أحد يمكنه الاقتراب منها..!!
امامنا قيادة رياضية «مدعومة» بثقة «القيادة السياسية» ولديها قوة خارقة لاحداث التغيير الذي هو لمصلحتنا في النهاية فلنتكاتف معها لفعل ذلك ولنترك القناعات الشخصية التي لم توقف عالميتنا وبطولاتنا القارية ومنجزاتنا بكل الالعاب سابقا فلكل شيخ «طريقته» والاهمية القصوى ستكون بعمل النقد الهادف وعدم المجاملة فقد قالها تركي وبكل ثقة وبرسالة هادئة جدا «أنا مجرد موظف حكومي اخدم بلدي ومليكي».
لا تعينوا «تركي» بالتطبيل الذي يضايقه ويضايق المخلصين بل اعينوه بالثناء الذي يستحقه والنقد الذي يصادف موضعه فبوجوده المدعوم فرصة لرياضة المملكة لتؤسس قواعد صلبة من المنشآت والملاعب والمنجزات فالرجل الذي لا ينام «كثيرا» انعش القيادة العربية والاسلامية مع ملفاته المحلية وعوننا له سيكون بالدعاء له بالتوفيق والشجاعة في ابداء الاراء والنقاشات فـ»تركي» لم تعرفوه اكثر حتى الآن..!!