د. محمد عبدالله العوين
سعى نظام «ولاية الفقيه» جاهداً إلى التعتيم على غضب الشعوب الإيرانية على دكتاتورية وفساد العصابة الحاكمة في طهران من شلة ملالي الكهنوت المعممين الذين عادوا بإيران إلى مفهومات عصور التخلف والانحطاط مستمدين منها مقولاتهم القائمة على ترويج الشعوذة والدجل والخرافات واستخدامها لتحقيق الهيمنة والتوسع واستعادة أمجاد فارسية غابرة وتصدير هذه المفهومات الغبية إلى الشعوب العربية المنتمية إلى الطائفة الشيعية لتكون حطباً رخيصاً لتدمير الأمة العربية العدو الأول للملالي وانتقاماً من التاريخ العربي الإسلامي ووصولاً إلى بناء مجد كسروي غابر تهاوى قبل ألف وأربعمائة عام.
وهذا التفكير الغبي الذي صنعته العمائم غذاء يومياً للشعوب الإيرانية وبضاعة إعلامية مصدرة للشعوب العربية الشيعية هو ما فتت مكامن القوة والثراء في إيران؛ فتبدل الغنى فقراً، والأمن خوفاً، والاستقرار فوضى، والتقدم العلمي تخلفا، والحرية دكتاتورية، والعلاقات الحسنة مع الجيران توتراً وعداء.
سخر الملالي ثروات إيران لبناء قوة عسكرية وصناعة مليشيات شعبية كالحشد ومن لف لفه وأحزاب طائفية كحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن (وما أبعد الحزبين الشيطانيين عن لفظ الجلالة الذي يتمسحون به ادعاء للضحك على الأغبياء والسذج) وصنعوا خلايا عميلة في دول الجوار؛ لخلخلة الأمن فيها، وإرباك قياداتها، وخلق حالة من عدم الذعر وعدم الاستقرار وتعطيل التنمية، حتى لم تكتف بمن يعتقدون أن إيران ولاية الفقيه حاميتهم والمعلية من شأنهم -زوراً-، بل ذهبت إلى استقطاب المتمردين المنحرفين في فكرهم من أبناء السنة؛ كتنظيم الحمدين في قطر وشواذ لندن والقاعدة والإخوان المسلمين؛ بل صنعت من المنتمين إلى السنة من هم أعلى تطرفاً وانحرافاً من أولئك لتضرب بهم العرب والمسلمين وتشوه بأفعالهم المشينة الإسلام وأمة العرب؛ وهم «الدواعش» في سوريا والعراق وسيناء وليبيا واليمن ونيجيريا «بوكو حرام» وغيرها.
اليوم ينقلب السحر على الساحر؛ فلم تعد الشعوب الإيرانية تطيق صبراً على رزايا هذا النظام وفساده وتخلفه وديكتاتوريته؛ فثارت ثورة شعبية عارمة في معظم مدن إيران؛ بدءاً من مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان إلى شيراز ويزد ونيتشابور وشاهرود وكاشمر ورضوى مركز خراسان وكرمنشاه بكردستان إيران وسراسري وغيرها.
ويتبين من خلال اللافتات التي رفعها المتظاهرون مدى عمق وعيهم بكوارث نظام ولاية الفقيه، حيث رفضوا تدخل إيران في الدول العربية وإنفاق الأموال الإيرانية على المليشيات والأحزاب، والاحتجاج على البطالة والفقر والفساد، والمطالبة بإطلاق السجناء السياسيين، بشعارات كهذه : لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران، الموت للديكتاتور الموت لروحاني، اتركوا سوريا، أمتنا يقظة وسئمت من السرقة، يا رجال الشرطة اذهبوا واقبضوا على اللص»!.
لا يمكن لنظام كهنوتي شعوبي متطرف أن يستمر في البقاء طويلاً، والآن بدأت فورات الغضب الشعبي تتصاعد وأزف دورنا لاستثمار حالة التأجج بتفجير إيران من داخلها وإعادة ما أنتجته من فوضى في بلداننا إليها لتحترق بنيرانها عصابة الملالي الكهنوتية المتخلفة.