عبد الله باخشوين
.. قد لا يكون مايلي موجهاً لهيئة السياحة والآثار وحدها.. لأن الحديث سوف يكون عن الثروة ((الإسلامية)) المنهوبة.. أو المختطفة.. أو المنقولة من موطنها الأصلي في مكة المكرمة و المدينة المنورة.. وغيرها من ((موطن)) الإسلام والذهاب بها بعيداً.. بعيداً لتستقر في متاحف تركيا في أبعد نقطة عن موطنها الأصلي ويصبح موطنها ((البديل)) على مشارف أوروبا.
قبل كم من السنين تم ذلك.. ليس هذا هو المهم.. لكن المهم جداً أننا نعرف أنها نهبت أو انتزعت.. في غفلة من أهل البلاد الذين لم يكونوا مدركين أهميتها التاريخية وليست لديهم آليات ومواقع تصلح لحفظها أو صيانتها لعرضها فيما بعد - على زائري موطن الإسلام..أما وقد أصبحت لدينا هيئة عامة للآثار والسياحة.. ونتجه حديثاً لتشييد أكبر متحف إسلامي.. فإن الواجب يدعونا للتفكير بجدية ووفق الأسس والقواعد الدولية المتعارف عليها للمطالبة بمنهوبات قبر النبي محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وإعادتها لموطنها الأصلي.
إن الحديث هنا يدور عن آثار بالغة الأهمية تشمل كل ما كانت تحتويه ((حجرة)) الرسول الكريم من موجودات ومقتنيات كان يستخدمها في حياته اليومية مثل الأواني والأدوات المنزلية والفرش البسيط الذي ترك في حجرة دفنه.. ووصل الأمر بالولاة الأتراك إلى نبش القبر وعرض - في متحفهم - ما يقال أنه ((شعرة)) من بقايا ((لحية)) النبي الكريم.. وأشياء كثيرة جداً تخص آل البيت والصحابة الكرام.
ودروع ومعدات حربية وملابس وحلي.. وكل ما استطاعوا الوصول إليه.
ونقلت كل مقتنياتهم ومصاحفهم وكتبهم إلى إسطنبول وكل هذة الأشياء مثبتة تاريخياً.. ويقوم الأتراك بعرضها في متاحفهم بفخر واعتزاز على أنها بعض تراثهم.. أو جزء منه.. وهي في حقيقة الأمر تراث إسلامي.. يعود لموطن منشأ الإسلام.. ويعد ثروة إسلامية عامة يحق لكل المسلمين الذين يصلون لأرض الحرمين للحج والعمرة والزيارة أن يشاهدوها في موطنها الأصلي ويحق لأهل المملكة جميعاً أن يحتفظوا بها في مكانها الطبيعي.. خاصة وأن أهل المملكة هم الذين يقومون بخدمة المسلمين في موسم الحج والعمرة وغيره.
هذة الآثار لا يصح للمملكة أن تقبل أي عذر يفرض بقاءها بعيداً عن بلاد الحرمين التي يخدمونها و يقدمون لها الغالي والنفيس.
لا يصح أن تبقى هذة الآثار بعيدة عن موطنها وفق كل القوانين والأعراف الدولية.
وأصبحت المطالبة باستعادتها.. أمر ضروري وملح.. لا يقبل فيه عذر ولا مماطلة عند تخلينا عن جزء هام من آثار تاريخ الإسلام ومنشئه التي تتمثل فيما تركه الرسول الكريم وآل بيته وصحابته.. وأعتقد أنه حان الوقت لتقوم المملكة بتشكيل لجنة متخصصة لحصر الموجودات الإسلامية في تركيا للبحث في طرق إعادتها وفق الأنظمة والقوانين الدولية.