فهد بن جليد
في الثقافة العربية القديمة كان هناك نوع من الاحتفاء (بأصحاب الكروش) كونهم يمثلون حالة استثنائية، عندما كان الكرش إحدى علامات الثراء والجمال الرجالية في عصر الجوع والشظف، بل إنَّ عدداً من أشهر نجوم هوليود أطلقوا مُنذ صيف العام 2015م موضة الـ Dad body وظهروا ببطون مُنتفخة نوعاً ما, وهي موضة الجذب الجديدة بمنح الزوجة ثقة أكبر, عندما تختلف أجساد الرجال عن النساء بدلاً من التشابه المقيت الذي أفرزته عمليات الرجيم والنحت والترميم للجنسين, على طريقة المثل الشامي القديم (الرجل بلا كرش , مثل البيت بلا عفش).
قد لا يستطيع أصحاب الكروش الحالية الاستفادة من هذا الابتكار، ولكن الجيل الجديد من أصحاب (القروش) عفواً أقصد (الكروش) سيتمكنون من التخلص منها بسهولة، دون عناء مُمَّارسة الرياضية أو عمليات التكميم و الكرمشة وشفط الدهون، فقد توصل باحثون من جامعة نانيانغ السنغافورية إلى لصقة تحوي مئات الإبر الميكرونية الصغيرة - يقل قطرها عن قطر شعرة الإنسان - تستطيع إزالة شحوم البطن البيضاء بتحويلها إلى شحوم بنية قابلة للحرق السريع , بفضل ما تحويه هذه الشعيرات الدقيقة من أدوية تدخل مباشرة إلى الجسم, ويمكن نزع اللصقة خلال دقيقتين فقط , وبعد خمسة أيام من تكرار اللصقة سيشعر الإنسان بالفرق.
هذه الثورة العلاجية الجديدة نجحت - بالتجارب على الفئران بنسبة 100 % - وستنهي عصراً من الجدل الكبير حول قدرة (المنبعجون) من حولنا على التخلص من تلك البالونات أمامهم التي ظهرت نتيجة تراكم كميات زائدة من الدهون، والتي كانت تستدعي جهداً كبيراً وانخراطاً في تمارين الأندية الرياضية، مع عناء متواصل ومثابرة وحرمان من الطعام، وتعليمات حمية غذائية قاسية، إلا أنَّ العلاج الجديد والسريع بهذه اللصقة قد يشكل ثورة جديدة، شبيه بكل تلك الثورات الطبية التي نجحت في ابتكار طرق علاجية سريعة لتحسين حياة البشر.
من المُعتقدات الخاطئة أنَّ ظهور الكرش سببه فقط كثرة التهام الطعام، والصحيح أنَّ الكرش المُنتفخ فقط هي التي تتشكل بسبب الإسراف في تناول الطعام، بينما هناك ثلاثة أنواع أخرى (المُترهل، والعضلي، والهرموني) تظهر نتيجة أسباب أخرى تتعلق باضطراب الهرمونات والغدد، أو نتيجة عمليات جراحية، أو خلل في عضلات البطن، ولكن الناس عادة لا تفرق في الظاهر بين كرش وآخر..
الهدم أسهل بكثير من البناء، إلا في حالة أصحاب الكروش، فالتخلص منها كان ومازال مهمة قاسية طويلة وشاقة، قد تتغير هذه القاعدة في حال بات التخلص من دهون الكرش الزائدة على بعد دقيقتين فقط، لتُصبح من الماضي كما يُبشرنا العلماء من خلال اللصقة الجديدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.