محمد بن علي الشهري
قد تمتلك في كثير من الأحيان مقومات اقتحام التجربة أو المغامرة الناجحة التي من الممكن أن تفتح لك آفاقاً أرحب وأوسع لاكتشاف المزيد من القدرات والإمكانات المعطّلة لديك وبالتالي الاستفادة منها، ولكنك تحجم عن خوض المغامرة أو التجربة، إما لأن ثقتك في نفسك، أو في ما لديك من المقومات مهزوزة، أو لأنك لا تمتلك القدر الكافي من الجرأة فتفضّل التقوقع وتهدر الفرصة الثمينة؟!.
لعل أكثرنا يتذكّر دورة الخليج التي أُقيمت في عدن منذ عدة سنوات، و(الحوسة) التي واكبت تلك الدورة، والخسائر المعنوية التي مُنينا بها سواء على صعيد المنتخب الأول الذي تم ركنه بدعوى عدم المجازفة به استعداداً للمشاركة قارياً، أو على صعيد المنتخب الرديف الذي شاركنا به في تلك الدورة، أو حتى على صعيد الدوري الذي توقف تماماً وبالتالي لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن نتيجة الافتقار إلى الجرأة في التعامل الأمثل مع المرحلة، وقس عليها الكثير من الحالات.
لهذا أعتقد أن من حقنا الاحتفاء كثيراً بما تم اتخاذه من تدابير جريئة وحكيمة تضافرت فيها جهود كافة الجهات المعنية للتعامل مع موسمنا الاستثنائي الجاري.. الذي لا تكمن استثنائيته فقط في عدد الاستحقاقات وضخامتها وتزامنها، والتي يأتي التأهل لنهائيات مونديال روسيا، والتحضير لتلك المناسبة الكبرى على رأسها.
وإنما تكمن أيضاً في كيفية التعاطي مع كافة الاستحقاقات، بحيث لا يكون بعضها على حساب آخر.
فلم يتم تعليق مشاركة نجوم المنتخب الأول، بل ظلوا يقودون فرقهم من خلال الدوري الذي لم يتم إيقافه هو الآخر كما جرت العادة، فيما ظل يجري التحضير للمونديال على قدم وساق، لتأتي دورة الخليج في موعد مفاجىء، ومع ذلك لم تسبب لنا أي إرباك، ولم نقف حيالها موقف قليل الحيلة، إذ شاركنا بكوكبة من المواهب الواعدة التي ستشكل رافداً قوياً للأخضر في قادم الأيام (بحول الله وقوته)، لاسيما وقد برهنوا من خلال اللقاءات التي خاضوها عن كفاءات وقدرات تبشر بمستقبل مشرق للكرة السعودية، بعيداً عن نتائج المشاركة التي كانت مشرفة ومثمرة.
بكل خلاصة القول: إن كل هذا النجاح في تسيير الأمور، إنما هو أولى ثمار مرحلة (محمد بن سلمان) و(تركي آل الشيخ) و(عادل عزت)، وأن القادم سيكون أجمل وأكمل (بحول الله وقوته).
حكمة شعبية:
(قوم تعاونوا ما ذلّوا).