سليمان الجعيلان
صحيح أن الاتحاد السعودي جازف بسمعة منتخبنا السعودي وشارك في دورة الخليج الـ 23 بفريق الصف الثاني، وصحيح أن مدرب المنتخب السعودي غامر وأشرك بعض لاعبي المواليد غير المسجلين في الأندية، وصحيح كانت نتائج منتخبنا بالبطولة متواضعة ولا ترتقي لطموحات المشجع السعودي التي تتعدى الفوز على المنتخب الكويتي، وصحيح خرج منتخبنا من المنافسة على كأس البطولة مبكراً وبطريقة مؤسفة ومزعجة، ولكن للأمانة والإنصاف لا بد أن نحيي لاعبي منتخبنا السعودي الذين اجتهدوا وحاولوا تقديم ما يستطيعون لمنتخب بلادهم ووفق إمكانياتهم وقدراتهم، واستعدادهم المفاجئ والمتأخر للمشاركة بالبطولة التي أُقرت خلال فترة قصيرة وبعد أن نُقلت لدولة الكويت الشقيقة وأصبحت مشاركة منتخب السعودية ضرورية لأسباب غير رياضية وكالعادة من يدفع الثمن المنتخب السعودي!!.
منذ سنوات طويلة والجمهور السعودي والإعلام الرياضي يتحدث عن أهمية احترام مشاركات المنتخبات السعودية وضرورة المحافظة على سمعة المنتخبات السعودية، ويحذر من المجاملة على حساب المنتخبات السعودية في البطولات العربية أو الخليجية، خاصة أن تلك البطولات كانت دائماً ما يتم استغلها من بعض المنتخبات لأهداف وأبعاد غير رياضية والضحية المنتخبات السعودية بسبب الطيبة وحسن النوايا السعودية!!.
حقيقة كنت أتوقع مع هذه التحركات الكبيرة والإصلاحات الجديدة على مستوى الرياضة السعودية أن يكون الاتحاد السعودي لكرة القدم قد استفاد من التجارب الماضية، وتجاوز تلك المشاركات والمجاملات السابقة، ولكن للأسف أعادنا الاتحاد السعودي إلى نقطة الصفر عقب الموافقة على مشاركة منتخبنا في البطولة الخليجية بهذه الطريقة غير الاحترافية، وبعد أن رفض المشاركة بالمنتخب الأساسي حتى وان كان على حساب إيقاف الدوري السعودي، ولاسيما أن المسالة تتعلق بسمعة ومكانة رياضة كرة القدم السعودية!!.
باختصار وبكل تجرد من يتحمل سوء مشاركة وتواضع نتائج المنتخب في البطولة الخليجية الـ 23 ويتحمل هذا الخروج المؤسف والمبكر لمنتخبنا هو رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي كرة القدم الذين عليهم أن يتوقفوا كثيراً ويتأملوا طويلاً هذه المشاركة المخجلة والنتائج المؤسفة، لأنه من غير المقبول وغير المعقول أن يشارك المنتخب السعودي في بطولة إقليمية ومع منتخبات قوية ولها حسابات قديمة وفيها حساسيات تاريخية بمنتخب مجتهد في طريقة الموافقة على مشاركته وفي كيفية إعداده واختيار لاعبيه، خاصة أن منتخبنا السعودي تنتظره المباراة الافتتاحية في نهائيات كأس العالم في روسيا وبكل تأكيد سيكون منتخبنا ومبارياته ونتائجه تحت أنظار وتقارير الصحف العالمية ووكالات الأنباء الدولية، ومن المخجل والمعيب بحق سمعة المنتخب السعودي أن يكتبوا ويتحدثوا بان المنتخب السعودي خرج من البطولة الخليجية من الدور الأول للبطولة!!..
تركي الخضير والمدرسة الفاشلة
من الواضح أن التحكيم السعودي يحتاج إلى سنوات طويلة ليتخلص من التركة الثقيلة التي خلفها وتركها رئيس لجنة الحكام السابق عمر المهنا من سوء عمل وفشل في إدارة لجنة الحكام تأثر به وألقى بظلاله على الحكام السعوديين الحاليين الذين اثبت بعضهم أنهم لم يتعلموا من قرار الاستعانة بالحكام الأجانب، ولن يتطوروا مع غياب الحكام الأجانب الاضطراري، والسبب ببساطة لأنهم نتاج مدرسة عمر المهنا الفاشلة عندما كان حكماً معهم وبعد أن أصبح رئيساً عليهم!!.. أحد خريجي مدرسة عمر المهنا الفاشلة هو الحكم تركي الخضير الذي يعتبر أحد النماذج الواضحة لسوء وتواضع بعض الحكام السعوديين، ليس على مستوى المسابقات المحلية فحسب بل حتى في البطولات الخارجية، واعتقد أن الجميع يتذكر المهزلة التحكيمية التي فعلها تركي الخضير في مباراة الترجي التونسي والفتح الرباطي المغربي في الدور نصف النهائي للبطولة العربية الأخيرة التي أقيمت في دولة مصر الحبيبة، والمشكلة الكبيرة التي كادت أن تحدث بين لاعبو الفتح الرباطي المغربي وتركي الخضير ولولا تدخل وحماية رجال الأمن المصري في الوقت المناسب!!.
يوم الخميس الماضي عاد الحكم تركي الخضير إلى ممارسة عادته وفشله التحكيمي، وكاد تركي الخضير أن يتسبب في أزمة جماهيرية وإعلامية بسوء قراراته التحكيمية في مباراة الهلال وأحد في المدينة المنورة، لولا أن لاعبي الهلال كانوا في قمة حضورهم الفني والمعنوي في المباراة، واستطاعوا أن يتغلبوا بنتيجة كبيرة على أخطاء تركي الخضير التحكيمية والمؤثرة على فريق الهلال في المباراة، وان يعودوا من ارض المدينة المنورة بالنقاط الثلاث وينتزعوا صدارة الدوري بجدارة، وينقذوا الاتحاد السعودي ولجنة الحكام من ورطة قرار عدم حضور الحكام الأجانب في الجولتين الماضيتين، بحجة احتفالات نهاية العام الميلادي!!.