«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اعتاد العالم وهو يودع عاما ويستقبل عاما آخر أن يستذكر جوانب مختلفة مما حدث في العام الذي حمل كل ما فيه من أحداث وحوادث وحتى أفراح وأتراح ورحل. ونحن كعرب ومسلمين قد لا يهمنا الاحتفال بالعام الجديد كونه مرتبطا بإخواننا في الانسانية الذين يهتمون اهتماما كبيرا بشأن العام الميلادي الجديد كعادتهم كل عام، ولكننا تعودنا ان نتابع مثل بقية شعوب الأرض قدوم العام الجديد من باب المشاركة والتفاعل الإنساني، وكوننا رضينا أم أبينا فنحن جزء لا يتجزأ من هذا العالم الواسع. وعلى الاخص في زمن بات العالم واحداثه داخل «جيوبنا» عبر اجهزة الهواتف الذكية التي باتت تشاركنا لحظة بلحظة ما يحدث هنا أو هناك. بل انها تكاد تتنفس معنا مثل ما هي باتت ترصدنا وتراقبنا من خلال تقنيتها المتقدمة. هذه التقنية التي لا تكذب، بل توثق وترصد.
واليوم، الواقع يضع امامنا حقيقة «أفول» عام 2017م بكل ما حدث فيه، فلقد كبر وشاخ، وكما يقول البسطاء انتهت مدته. لا شك كل من يعمل في الإعلام على اختلاف أشكاله وأنواعه يعتبره من أسوأ الأعوام وأكثرها دموية ومحناً، وكان سامحه الله مشبعا بالفواجع والكوارث المختلفة الكبيرة بحجم ما فيه من حروب ومواجهات وتحديات ما بين الدول الكبرى ومن تملك الأسلحة النووية أم على مستوى عالمنا العربي.
والذي ما زال يشعر بالألم منذ عام 1948م وإلى يومنا هذا بعدما اغتصبت فلسطين الحبيبة من قبل الكيان الصهيوني، وطوال العقود الماضية وحتى اليوم ونحن نستقبل فيه عاما جديدا نشعر بأننا لسنا في أحسن حال. وان السنوات الماضية ورغم جهود واهتمامات قيادتنا السعودية وبقية الدول العربية بفلسطين وشعبها الأبي الصابر. مازال الوضع كما هو، بل راح يزداد سوءاً على سوء، لذلك لا احد منا وفي عالمنا العربي يستطيع ان يقول ان العام الماضي كان أفضل بل قبل ان يودعنا حاملا حقائبه على ظهره صفعنا على وجوهنا من خلال إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها.
والحق أن السياسة السعودية ومنذ تأسست وهي تسعى للأفضل للعالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام فكانت وراء تأسيس الأمم المتحدة ومختلف منظماتها، وكانت أيضا وراء تأسيس الجامعة العربية والمنظمات العربية والاسلامية، ومع هذا ورغم هذا هناك من يعد عليها «الطعام» ويحقد عليها مع انها والحق يقال كانت ومازالت تكثر من الاصدقاء وتحاول جاهدة الاقلال من الاعداء عبر سياستها الحكيمة. فهي حريصة كل الحرص على تقديم المساعدات المادية والمعنوية لمختلف الدول التي قد تحتاج لمثل هذه النوعية من المساعدات الإنسانية وغيرها.. بيد أنها لا تواجه وللاسف الا بالعداوة والحقد.
هذا ما حمله لنا تاريخ العام الماضي وغيره من الاعوام الماضية. ومع هذا نجد وطننا الحبيب خلال العام الذي رحل قدم الكثير الكثير من المساعدات الإنسانية في العديد من الدول العربية والإسلامية والاجنبية. وجميعها مرصود وموثق ولله الحمد. ونجاحات المملكة في العديد من المجالات التنموية في الداخل وسياستها الخارجية ساءهم بالطبع هذه النجاحات وهدوء المملكة واستقرارها اللافت وأمنها السائد في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، والتي تعتبر «قارة» بمساحتها.
وهناك من راح يضع في حسابه وفي تخطيطه وأد هذه النجاحات وتلك الايجابيات كلها، لكن قيادتنا الحكيمة وفي عهد الملك سلمان الخير وولي عهده الأمين كانت لهم بالمرصاد عبر أجهزتها المختلفة. وسوف يذكر التاريخ وهو يودع العام الماضي أن المملكة سجلت أروع الصفحات في مواقف مشرفة، ولقاءات ناجحة مع قادة العالم، ومؤتمرات لا تنسى لتميزها وما فيها من فعاليات وقرارات. كذلك ما حققته عاصفة الحزم من بطولات قادها ابطال الوطن والتحالف، ولا يمكن ان ننسى بطولات وانجازات رجال الأمن والقوات الخاصة وجنود القوات البحرية في تصديهم للفئات الضالة أو من تسول له نفسه التسلل والتهريب لداخل أرض الوطن.
ثم إن الذي حدث من الحرب على الفساد كان حديث العالم، وما أعقب ذلك من نجاحات في عمليات التنمية والتغيير والأخذ بيد المرأة إلى الأمام لتكون جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل للعمل في خدمة الوطن وتنميته، نعم يمضي عام ويأتي عام ووطننا وهذا الأهم بخير, وعامكم الجديد وأنتم بخير.