فهد بن جليد
المصابون بهذه الغيبوبة لا يشعرون بها عادة، فمُددها مُتفاوتة والناس تتقبلها تحت بند الغفوة أو النُعاس، عليك إجراء اختبارات شخصية بسيطة -عقب الانتهاء من قراءة المقال- حتى تكتشف إن كنتَ ضمن هؤلاء أم لا.
المسألة تتعلق أولاً بتوقيت الوجبة الأخيرة التي تتناولها عادة قبل أن تخلد للنوم - الوقت المثالي الفاصل - هو 3 ساعات فأكثر قبل الذهاب للفراش، أي وقت أقل من هذا يعتبر مؤشر إصابة حتمي، ثانياً أعد اكتشاف نفسك وتساءل متى تستطيع النوم بشكل هادئ، عندما تتناول وجبة عشاء خفيفة خالية من الدهون، أم أنَّ نوم تلك الليالي التي تتناول فيها الطعام الدسم بشراهة أفضل وأعمق، المصابون لا ينامون بشكل سريع ومريح إلا بمعدة مُمتلئة، فالعشاء الخفيف لا يُشبع رغباتهم ولا يُلبي طموحهم، وقد يسبب لهم ربكة وقلق وسهر وأرق، وفي النهاية الشعور بالجوع هو سيد الموقف ليحرمهم من النوم.
نظريات ظاهرة (غيبوبة الأكل) ومُسبّبات أعراضها وتفسيراتها، هي محل اختلاف علمي قائم بين فريقين -لستُ طبيباً أو باحثاً للإحاطة- ولكن يكفيك الرجوع لكتب الفرضيات الطبية وتحرير وظائف الجهاز الهضمي، لتعرف أنَّ الفريق الأول يعيد المسألة إلى حمض أميني يوجد في بعض أنواع اللحوم والألبان ومُشتقاتهما التي تتفاعل مع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرت التي تمنح الطاقة، ممَّا يُعزز مستويات السيروتونين -الناقل العصبي للمخ- ويُؤدي للشعور بالاسترخاء والخمول والكسل والنعاس، أمَّا الفريق الآخر يُفسر الأمر بأنّه نتيجة تفاعل أطعة ذات محتوى عالٍ من الدهون ومنخفض من الكربوهيدرات، ولكن يبدو أنَّ التفسير العلمي لما يحدث هو تحول طفيف في تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي بدلاً من المخ.
في النهاية غيبوبة الطعام هي إحدى حالات (فقدان الوعي) التي قد تُداهمك في أماكن مُحرجة وأمام أشخاص غرباء، والمُتهم الرئيس دائماً وجبة دسمة، تجعل منك (مأنتخ ومفيص) على الطريقة المصرية، حتى قبل أن تغسل يديك، و(كلمة السر) عادة هي التمدد لبرهة، أو الشعور بالكسل، والإحساس بالخمول، لاحظ أنَّ كل هذه مقدمات خطيرة لغيبوبة مُحتملة.
وعلى دروب الخير نلتقي.