د.عبدالعزيز العمر
تعليم ستم ( Stem Education) عزيزي القارئ هو باختصار نمط من التعليم ظهر على السطح بقوة مع نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، هذا النوع من التعليم يعد المجتمعات الإنسانية بتغيير نوعي وجذري في الاقتصاد، وتحديداً في طبيعة المهن والوظائف التي سيوفرها الاقتصاد الجديد للجيل القادم من الخريجين (على حساب مهن تقليدية كثيرة سوف تختفي من سوق العمل)، فالاقتصاد الجديد بحسب منظري تعليم ستم يقوم على مهارات تعليمية تعتمد على الخيال والإبداع والتحليل، وعلى دمج المعرفة من مجالات علمية مختلفة (وتحديداً العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية). لقد كسب تعليم ستم زخما كبيرا عندما استخدمه الرئيس الديموقراطي المثقف باراك أوباما كإحدى أوراقه الانتخابية، والديموقراطيون عموماً بالمناسبة يمنحون التعليم أولوية قصوى في أجنداتهم السياسية، وان كان الجمهوريون يفعلون الشيء نفسه ولكن بدرجة أقل.
لو قدر لك أن تدخل إحدى مدارس تعليم ستم فلن تلاحظ أن الطلاب يعملون فرادى يرددون ببلاهة معلومات لا معنى لها، بل ستجدهم يعملون كمجموعات من فرق العمل، ولن تجدهم يتناولون موضوعات جافة بعيدة الصلة عن واقعهم المعاش وعن اهتماماتهم، بل ستجدهم نشطون يعملون جماعيا على اعداد تصاميم وبناء نماذج ومشروعات تعليمية بغرض حل مشكلات نابعة من بيئتهم المحيطة، مستخدمين في سبيل ذاك مهاراتهم في ممارسة البحث والاستقصاء العلمي، ولن تجد المعلم يعمل على حشو أذهان طلابه بمعلومات عديمة المعنى والفائدة، بل ستجده يحفزهم ويستثيرهم ليوظفوا معرفتهم العلمية (علوم) ومهاراتهم الحسابية (رياضيات) في بناء وتصاميم نماذج (هندسة) مستخدمين أدوات تقنية حديثة (تقنية) بغرض حل مشكلات حقيقية من بيئتهم.
أخيراً نؤكد أننا - مثل غيرنا- لن ندخل مجال التنافسية الاقتصادية الدولية إلا بتذكرة من تعليم ستم.