سعد الدوسري
يجب عدم ربط الإرهاب بالدين أو المذهب. هناك إرهابيون مسلمون، وإرهابيون مسيحيون ويهود وبوذيون. هناك إرهابيون من الشيعة ومن السنّة. هناك شباب شيعة يختطفون ويعذبون ويعدمون قاضياً شيعياً، وهناك شباب سنّة، يختطفون ويعذبون ويعدمون رجل أمن سنياً. يجب علينا أن نحارب فكر التطرف وثقافة العنف لدى شبابنا، بعيداً عن مذاهبهم وانتماءاتهم. العالم كله يتحد اليوم، لكي يحارب الإرهاب الذي لم ينجُ منه أحد، من نيويورك حتى موسكو، مروراً بباريس ولندن ومكة وكابول ومانيلا. ليس هناك من هو محصن ضد العمليات الإرهابية، وربما من هو محصن بقداسة مكانية أو بتعزيزات أمنية، يكون عرضة أكثر للاستهداف.
إن جهود المملكة الدبلوماسية في توحيد العالم ضد الإرهاب، وجهودها الأمنية والعسكرية في محاربته داخل الدولة وعلى حدودها، يستنزف بلا شك مقدراتها المالية، مما يؤثر على توزيع هذا المال على برامج التنمية الموجهة في الغالب لحاضر الشباب ومستقبلهم. ومن المهم وضعهم في مثل هذه الصورة، لكي يدركوا أن الإرهاب عدوهم الأول، فكرياً وثقافياً وشرعياً واقتصادياً وحضارياً وتنموياً، وأن التعاطف معه لن يحل مشاكلهم الراهنة، بل سيزيدها تعقيداً، وسيخلق تهديداً مباشراً لحياتهم ولبلادهم.