الأَصْلُ زَاكٍ والفُرُوعُ نَوَامِ
فَعَلَيْكِ يَا أُمَّ اللُّغَاتِ سَلامِيْ
حُيِّيْتِ يَا سِفْرَ البَيَانِ وسِحْرَهُ
ومَوَارِدَ الأَفْوَاهِ والأَقْلامِ
لَـهَفِيْ عَلَيْكِ مِنَ الـجُحُوْدِ وقَدْ غَدَا
لِلِسَانِنَا دَاءً مِنَ الأَسْقَامِ
دَبَّتْ إِليْكِ مَزَاعِمٌ ومَكَايِدٌ
مِنْ كُلِّ ذِيْ جَهْلٍ وذِيْ أَوْهَامِ
مِنْ بَيْنِ مُغْتَـرٍّ بِعُجْمَةِ رَاطِنٍ
ومُنَاوِئٍ لِلعُرْبِ والإِسْلامِ
عَجَباً لِمَنْ رَامُوا الدَّنِيَّ، وأَمْعَنُوا
زُهْداً، ولَـجُّوا فيْ فُجُوْرِ خِصَامِ
كَمْ أَوْسَعُوْهَا سُبَّةً ومَذَمَّةً
والعَيْبُ فيْ رَأْيٍ وفيْ أَفْهَامِ
أَنَّى لَـهُمْ أَنْ يَنْقُصوهَا قَدْرَهَا
أَوْ أَنْ يَنَالُوا شَأْنَها الـمُـتَسَامِيْ؟!
فَاللهُ شَرَّفَهَا وأَعْلَى ذِكْرَهَا
فَحَوَتْ مَعَانِي الذِّكْرِ والأَحْكَامِ
أَوَ لَـمْ يَرَوا أَنَّ (الكِتَابَ) مُنَزَّلٌ
بِلِسَانِـهَا فيْ غَايَةِ الإِحْكَامِ
وبِهَا رَسُوْلُ الحَقِّ أَفْصَحُ نَاطِقٍ
بِبَلاغَةٍ بَذَّتْ لَـهَا الأَقْوَامِ
لُغَةٌ حَوَى دُرَّ البَيَانِ نِظَامُهَا
فَحُرُوْفُهَا نُضِدَتْ بِعِقْدِ نِظَامِ
حَوَتِ العُلُوْمَ حَدِيْثَهَا وقَدِيْـمَهَا
ولَـهَا يَدِيْنُ العِلْمُ بالإِنْعَامِ
الرَّوْضُ مِنْهَا مُوْنِقٌ ومُفَوَّفٌ
والبَحْرُ زَخَّارُ اللآلِئِ طَامِ
فَلَهَا بِنَحْتِ الـمُفْرَدَاتِ عَجَائِبٌ
فَاقَتْ صَنِيْعَ الـمُبْدِعِ الرَّسَّامِ
أَمَّا اِشْتِقَاقُ الـمُحْدَثَاتِ فَبَحْرُهُ
أَبَداً بَعِيْدٌ قَعْرُهُ مُتَرَامِ
وتَضُمُّ بالتَّعْرِيْبِ مَا قَدْ فَاتَهَا
مِنْ كُلِّ عِلْمٍ نَافِعٍ مُعْتَامِ
عُذْراً أَيَا لُغَةَ الكِتَابِ إِذَا جَرَى
لَـحْنُ الصُّدُودِ بِـمَنْطِقٍ تَـمْتَامِ
حَاشَاكِ يَا مَـجْداً تَقَادَمَ عَهْدُهُ
أنْ تُـخْذَلِـيْ أَوْ تُسْلَمِيْ لِطَغَامِ
إِنَّا نَشِيْمُ مَعَ القَتَامِ بَوَارِقاً
مَوْصُوْلَةَ الإيْـمَاضِ بالإرْزَامِ
فَبَنُوْكِ مِنْهُمْ خَادِمٌ ومُنَافِحٌ
آبُوا إِلَـيْكِ بِنُصْرَةٍ وذِمَامِ
مَـخَرُوا بِحَارَكِ غَوْرَهَا وعُبَابَهَا
وتَـخَيَّرُوا مِنْ فَارِدٍ وتُؤَامِ
وإِذَا العُيُوْنُ رَنَتْ لأُفْقِ ذَخَائِرٍ
أَسَرَتْ نَوَاظِرَهُمْ بُدُوْرُ تَـمَامِ
ولَطَالَمَا رَادُوا رِيَاضَكِ واجْتَنَوا
شَهْداً بَدِيْعَ الزَّهْرِ والأَكْمَامِ
وتَفَيَّؤُوا دَوْحاً يَـمُدُّ ظِلالَهُ
بأَطَايِبِ الأَرْوَاحِ والأَنْسَامِ
مِنْ بَيْنِ مُشْتَغِلٍ بِـجَمْعِ فَرَائِدٍ
نُثِرَتْ، ومُفْتَـتـَنٍ بِشَدْوِ يَـمَامِ
إيْهٍ بَنِيْ لُغَتِيْ فَأَنْتُمْ ذُخْرُها
تُعْلُوْنَ مِنْهَا رَاسِخَ الأَعْلامِ
فَاغْشَوا الـمَحَافِلَ والعُلُوْمَ بِحَرْفِهَا
تَلْقَوْهُ مَاضِي الـحَدِّ غَيْرَ كَهَامِ
كَيْمَا تَعُوْدَ لَـهَا السِّيَادَةُ إِنَّـهَا
كَانَتْ لِركْبِ العِلْمِ خَيْرَ إِمَامِ
** **
- فهد بن عبدالله الملا