هل تتنحى أوهامي عن رأسي وتزهرني مساءاتي كعشبة ربيعية حرة.
ماذا يطرأ ببالي الذي يغامر في ترحله وحيدا برغم كثرة مصائبه مؤخرا
هل أفرّ من الحزن أو أفرّ من أفكار الموت وفلسفاته التي لاحلول لها عندي إلا في الأزمات الشخصية ؟
وبرغم قراءاتي الواسعة عن مفهوم الموت والخلود وغيرهما إلا أنني لم أتوصل إلى قناعات كافية تجعلني أشفي غليل أسئلتي في هذا المفهوم الغارق في الغموض والغيب.
لاتحصى الخيبات في هذا الوقت فهناك خيبات تتعلق بسبل العيش والمواطنة والاقتصاد فلقمة العيش لم تعد تكفي والشعور بأنني دون مأوى مضمون لي في كبري شعور مريع جدا ويتضاعف الشعور وأنا أرى المشردين يحتشدون ويمتلئ الكون بهم في كل مكان من هذا العالم الذي استفحلت فيه الماديات حتى تآكلت معها الانسانية وبات العيش فيه بثمن باهظ جدا.
أية إنسانية ستطرح مفاهيمها الجديدة عن قريب ؟ وأي مستقبل سيبحث عن إنسانيته ولايستشعرها لأنها معوقة بعوق الحاضر وقلة إنصافه ؟
أصوم بكل حواسي عن مشاهد الحروب والمجاعات والكوارث الإنسانية والاقتصادية، لأحافظ على شعوري بتلك البشرية المسحوقة في الاعماق فكثرة المشاهدات تجعل من الأحاسيس جثثا بمرور الوقت وتعتاد على المشهد وتفقد تفاعلها بها.
لي مخيلة تستشعر المشهد أقوى بكثير مما تعرضه وسائل الاعلام المتطرفة التي لاتنقل الحدث الا من زاويتها الحادة ووجهة نظرها الشخصية جدا تجاه المأساة، فلماذا أتبنى وجهة نظر متطرفة تسوقني الى قصور الرؤية والتطرف والنظر بعين ولي عينان !.
أحاول أن أبدو أنا المستقلة بحس العدالة في وبإنسانيتي أتفكر في المشهد برؤية تتسع لتحيط بكل الظروف.
في حشود الجماهير الغفيرة التي تستلذ بسماع الموسيقى أدعو روحي لأراقصها رقصة مولوية حيث أستعيد أملي في حياة أحبطت بها من قبل.
** **
- هدى الدغفق