«الثقافية» - محمد المرزوقي:
وصف رئيس جمعية الناشرين السعوديين نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، أحمد بن فهد الحمدان، في حديثه لـ(الجزيرة) الدورة الثالثة من معرض جدة للكتاب بأنها دورة ناجحة، استطاعت تخطي العديد من الصعوبات باتخاذ حلول تنظيمية من جانب، وإجرائية من جانب آخر. مشيدًا بما تم إنجازه للارتقاء بالمعرض في نسخته الدولية الثالثة؛ إذ أكد الحمدان أن ما شهدته هذه الدورة من تطوير جاء ثمرة تعاون عملي بين وزارة الثقافة والإعلام، وإدارة المعرض، واتحاد الناشرين العرب، وجمعية الناشرين السعوديين؛ ما شكّل فريقًا واحدًا متعاونًا لتحقيق النجاح لهذا العرس الثقافي الوطني؛ الأمر الذي شكّل بصمة من بصمات النجاح التي سيجني ثمارها المعرض في هذه الدورة. موضحا أن اتحاد الناشرين العرب نظم خلال الفترة الماضية ثلاثة مؤتمرات لمديري المعارض؛ ما عزز التعاون العملي بين الناشرين ومديري المعارض في ظل التعليمات التي تنظم النشر وإقامة المعارض من بلد عربي إلى آخر. وأضاف الحمدان: ومع هذا النجاح فقد يعتري معارض الكتب بعض الإشكالات التي لم تكن - أحيانًا - في حسبان الجهات المنظمة؛ فلدينا - مثلاً - إشكالية ثقة بعض المؤلفين السعوديين في ناشرين عرب، وهي مشكلة لا تزال قائمة، خاصة ما حدث من بعض الناشرين المصريين في هذا السياق؛ ما جعلنا بالتفاهم مع وزارة الثقافة والإعلام واتحاد الناشرين العرب نختط تنظيمًا يتم من خلاله آلية من شأنها حل هذا النزاع، وتكون بمنزلة السد المنيع لأي ناشر يقدم على مثل ذلك التلاعب، حيث يتم مخاطبة اتحاد الناشرين العرب، الذي يخاطب بدوره جميع الاتحادات القطرية؛ لكي تخاطب كل جمعية ناشرين المنتسبين لها في القطر الخاص بها؛ ما أعطى انضباطية دقيقة لمشاركة الناشرين الملتزمين بما تفترضه مهنة النشر؛ ما سيجعل «تجار الشنطة» الذين يدعون مهنة النشر يتنحون جانبًا؛ إذ لا يمكنهم بعد هذا التلاعب على المؤلفين، والتحايل على أخلاقيات النشر ومهنيته.
كما أكد الحمدان أنه لا مجال بعد ما تم إقراره تجاه تلاعب بعض الناشرين بالمؤلفين، قائلاً: حرص الاتحاد في هذا الجانب على التنسيق مع مديري المعارض العربية للكتاب، وذلك بعدم تمكين أي ناشر يثبت في حقه التلاعب بالمؤلفين من المشاركة في المعارض العربية، واتخاذ القرارات الصارمة بحقه التي تتراوح بين منعه من المشاركة من ثلاث إلى خمس سنوات. مشيرًا - من جانب آخر - إلى أن الأسعار في معرض جدة أو معرض الرياض تُعد أسعارًا في متناول الجميع عطفًا على سعر المتر الذي يعطى للناشرين، والذي يأتي في حدود (200) دولار للمتر. مردفًا بقوله في هذا السياق: إذا ما أردنا الحديث عن الأسعار في معرضَي الرياض أو جدة فعلينا أن ندرك أن ما يعد عائدًا لمعرض الرياض لن يتجاوز في أحسن أحواله ثلاثة ملايين ريال، بينما الدولة تدفع (15) مليون ريال؛ ما يجعلنا نعذر إدارة المعرض عندما تضع سعر المتر في هذا الحدود أمام الكثير من المتغيرات في طباعة ونشر الكتاب، والعديد من التحولات التي يشهدها العالم، وبخاصة العالم العربي، اقتصاديًّا ومعرفيًّا وتقنيًّا، ويأتي تأثر الكتاب عبرها بوصفه إحدى المظاهر المحسوسة؛ لذا ينبغي على الناشر أن ينزل إلى المستويات المناسبة في أسعار الكتب نزولاً عند واقع تلك التحولات، التي يأتي في مقدمتها تراجع دخل الفرد في العالم العربي.