علي الخزيم
المتداول الآن بالمجالس يصدر من اهتمام البعض مثلاً بارتفاع قيمة الكهرباء والماء ووقود السيارات، ويمكن اعتبارها اهتمامات منطقية لو أن المتحدث يولي بقية الأمور الاهتمام والقلق ذاته، فليس من المقنع أن أشاهدك مع بداية فصل الصيف تجتهد للبحث عن أقرب رحلة لتصحب العائلة إلى منتجعات في أطراف وأواسط أرض الله، تدفع لها الثمن الباهظ سواء كنت تحرزه أو تستدينه قروضاً، ثم تعود لذات المجلس والرفاق لتتحدث عن زيادة بفواتير بعض الخدمات، ولا يلام من كانت ستضيف له عبئاً مادياً وهو يُدبِّر اموره بميزانية مناسبة منضبطة تراعي دخله الشهري ويُطَبِّق مفاهيم الآية الكريمة 31 الاعراف: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
إذاً ليس من المنطق أن نتابع وننطلق خلف إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي (غير المرخصة) بما تحمله من مبالغة بالدعاية والأسعار، وغياب المصداقية بغالب الأحوال، وكذلك التسابق نحو المطاعم والمقاهي لا سيما تلك التي توصف بأنها راقية، فالبعض يريد أن يضفي على شخصه وأسرته بعضاً من هذا الرقي المزعوم وبثمن قد لا يطيقه، وتُصوِّر الأسرة جلستها بالمكان وما يُقدَّم لها من مشروبات وحلويات يمكنها صنعها بالمنزل بعُشر القيمة، لكنها المظاهر الخادعة وحب التميز، خاصة من يدمنون على هذه العادة السلبية التي تهز ميزانية الأسرة وقد تحرمها من الضروريات على حساب الكماليات، والترفيه المؤدي للندم وإعادة الحسابات قبل نهاية الشهر، وتتكرر الممارسات ببلاهة لا تراعي واقع الأسرة المادي، فما أجمل أن يعيش المرء حسب طاقته وإمكاناته، ويوقن أن المظاهر وزخارفها لن تضيف للأسرة القيم المعنوية والمادية ولن ترفع من شأنها لأنها كالقشور المتناثرة بالهواء، فيما تضمن لكم الميزانية (بمبدأ الادخار والطوارئ) الاطمئنان والتوازن المعيشي، وتحاشي اللجوء لما تكرهون من ذل الدين وهمومه.
من المهم أن نطمئن إلى أن ما تتخذه الدوائر الرسمية بالبلاد الآن يخضع للدراسات والتقويم المستمر وأن أي خلل طارئ أو متغيرات على قرارات صدرت يُتَّخذ بشأنها الإجراء المناسب، ومن حقوق المواطنة الصادقة الصالحة أن نثق بإخلاص القيادة الرشيدة لنا كمواطنين، وأن قيادة تهتم بشعوب عربية شقيقة وإسلامية صديقة لن تألوا جهداً او توفر ما يمكن أن يُسعد المواطن وهو من أغلى ما تراه القيادة في تكوين الوطن وقيمه العليا التي تعمل من أجلها، فرفاهية المواطن وأمنه واطمئنانه هي أهداف مرسومة منذ نشأة دولتنا الفتية أعزها الله وأحاطها بعونه وتمكينه.
ومن صدق المواطنة أن ندرك ونحن نعيش هذه المرحلة الزمنية ما يدسُّه المُغْرضون من أعداء المملكة والعروبة والإسلام من إشاعات وأقاويل وافتراءات مرسومة بخبث ومكر مقصود لإيذاء شعب المملكة وتشويه إنجازات قيادتها الحكيمة، والتقليل من أي إجراء أو قرارات تصدرها الدولة، وتيقنوا أن كل قرار (قد) لا نرتاح له ببداياته؛ حينما نتفهمه ونستوعبه نؤمن أنه خير لنا بإذن الله، فقط صُمُّوا آذانكم عن أكاذيب المُرجِفِين وكونوا مع الوطن وقيادته المخلصة.