هالة الناصر
كل عام ينصرم يحمل اسماً من خلال أبرز حدث فيه، وقد حمل عامنا المنصرم 2017 م في السعودية اسم عام زواج القاصرات، حيث تم تزويج أكثر من نصف مليون قاصر في السعودية خلال عام واحد، وهو رقم قياسي وصادم وغير متوقع، وخصوصا بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، ورغم قرار منع زواج القاصرات إلا أن المجتمع لازال يصر بأن الفتاة القاصر في زمننا الحاضر هي ذات الفتاة قبل عشرات السنين، البنية الجسمانية الصغيرة لفتيات هذا الزمن تجعلهن في هذا السن يبدين طفلات بريئات ويملن لعالم الطفولة أكثر من عالم النساء، هذا الرقم الصادم يثبت ضعف الحملة الاعلامية التوعوية بتجريم زواج القاصرات، ناهيك عن السلبيات التي لاحصر لها عند الحديث عن سلبيات أن تتزوج طفلة صغيرة من زوج يكون في الغالب أكبر منها بعدد كبير من السنوات، لاسيما وأن أغلب مسببات هذا الزواج تعود في غالبها زواجات مبنية على المصالح المادية البحتة التي لا تصمد طويلا بعد سقوط أقنعة شهر العسل وعاد الزوجان لبيت الزوجية لتبدأ عجلة الزمن دورتهما لينغمسا بضغوط الحياة ويتحولان رويدا رويدا الى مرحلة طلاق عاطفي لايشعران ببعضها تجاه بعض، يجب إشراك مأذوني الانكحة في مسؤولية هذا الرقم المخيف ومعاقبة أي مأذون يقوم بتزويج فتاة قاصر مهما كانت المبررات، عدد زواج القاصرات المهول يصاحبه رقم مهول آخر وهو عدد المطلقات، كون الفتاة الصغيرة بعد سنوات من الزواج وإنجاب أطفال لاتكبرهم كثيرا تجد نفسها بحاجة ماسة لاستعادة حياتها التي سلبت منها دون حول ولاقوة حتى تشعر بحاجة ماسة وملحة للتخلص من حياة لاتشبهها وواجبات لاتتناسب مع سنها الصغير في وضع محزن ومأساوي يزداد سوءا عندما تجد نفسها تهتم برعاية أطفال هي أحق منهم برعاية الطفلة داخلها، فشل حملات التوعية في مجتمعنا يعتبر أمرا متوقعا، ولذلك لم يكن غريبا ان تفشل حملة توعية المجتمع بضرر زواج القاصرات الذي وصل رقما مخيفا ومحرجا لنا أمام الرأي العام العالمي!