موضي الزهراني
من المشكلات الإدارية الأزلية التي تواجه الكثير من القطاعات الحكومية «وأثرت على مخرجاتها التنموية» قلة البرامج التدريبية المقدمة لمنسوبيها وضعف نصاب الموظف السنوي في الحصول على برامج تدريبية مناسبة لتخصصه والعمل الذي يقوم به! وهذه من أهم المعوقات الإدارية التي تقف عائقًا أمام تطوير أي قطاع وتحقيق أهدافه وبرامجه التطويرية كل عام! إلى جانب تذمر كثير من الرؤساء عندما يتم ترشيح موظفيهم للالتحاق ببرنامج تدريبي وما يسببه ذلك في نقص الكوادر المباشرة لمهام العمل اليومية! وغيرها من المشكلات الإدارية التي أساءت لتطور كثير من القطاعات خاصة أنه لا يوجد إلا جهة واحدة ذات تاريخ وسمعة إدارية قوية يتسابق جميع منسوبي القطاعات الحكومية على مستوى المناطق للالتحاق ببرامجها التدريبية المميزة وذلك من أجل الترقية الوظيفية ألا وهي «معهد الإدارة العامة»! ولاستمرارية هذا التميز وثباته فقد أطلق القائمون على المعهد مبادرة البرنامج الوطني للتدريب، وذلك لتحقيق رؤية المملكة 2030 مما يؤكد ريادة المعهد وشراكته في دفع التنمية الإدارية بالمملكة للأمام حسب ما تقتضيه رؤية التحول الوطني القائمة على النهوض الإداري للكثير من القطاعات الحكومية! والبرنامج عبارة عن منصة إلكترونية للتدريب عن بعد تحت مسمى جذاب «إثرائي» حيث إنه فعلاً برنامج يثري معلومات للموظف إثراء إداريًا مميزًا، حيث إنه يتيح له وهو في مكتبه أو منزله، خلال وقت العمل أو خلال إجازته، الدخول للبرنامج والتسجيل بسهولة واختيار البرنامج الإداري الذي يتوافق مع مستواه وخبرته الإدارية، ومع مجال عمله أيضًا الذي يرغب تطويره من خلال عدة برامج ذات مضمون إداري عالٍ المستوى! وهذا ما قمت به شخصيًا وتجاوزت ثلاثة برامج قيادية ذات مستوى عالٍ من المعلومات من دون عناء الذهاب للمعهد، أو التوقف عن مهام عملي الأساسية! فهذا البرنامج يعد فعلاً من المبادرات المميزة لأنها ستعالج عديدًا من المعوقات الإدارية التي قد تظلم الموظف في حصوله على فرص مختلفة في التدريب للرفع من مهاراته الإدارية، وأيضًا ستعالج نظرتنا القاصرة في الانفتاح على أوجه التعلم الإلكتروني المختلفة ورفضنا السابق لمخرجات «التعلم عن بعد» التي سبقتنا فيه الكثير من الدول الكبرى بعشرات السنوات، مما أساء لمهاراتنا وإنجازاتنا الإدارية والتعليمية المختلفة! فهذه المبادرة الوطنية للتدريب سيتحقق لنا من خلال أهدافها الرمية إلى جانب رفع كفاءة الموارد البشرية الوطنية، وتطوير مهاراتهم والارتقاء بمعارفهم، عبر بيئة إلكترونية تفاعلية متكاملة ومتطورة إلى تطوير أدائهم الوظيفي بكل كفاءة، وبدون خسائر تمس الإدارات الحكومية سواء من خلال انتداب الموظفين داخليًا أو خارجيًا، مع تحقيق التنمية الإدارية المنشودة وفق معطيات عصرية تسهم في بناء وطننا الغالي وازدهاره في مختلف المجالات.