سعد بن عبدالقادر القويعي
قتلوه بغير وجه حق؛ ومن أجل غاية لا تخفى على أحد، وزعموا أنهم يريدون الإصلاح في الأرض، بينما تؤكد حقائق الإنسانية أن فعلتهم الشنيعة، هي عين الغدر، والخيانة، وعنوان الخسة، والنذالة، وغاية الظلم، والجناية، بل أعظم باب لتشويه صورة الإسلام الصحيح، والتحريض على قتل المسلمين، ما ينسف فكرة التعايش الحقيقي، ويقضي على التفكير بالمآلات المستقبلية البعيدة.
خطفته، واغتالته قوى الظلام من إرهابيي الولي الفقيه في القطيف؛ نتيجة مواقفه الوطنية تجاه من أرادوا إشعال الفتنة في البلد؛ لتكشف جريمتهم عن الإرهاب الحقيقي، والوجه الواضح للقبح الأسود، والذي يعيث في الأرض فسادًا، ودمارًا، وقتلاً؛ ففعلتهم النكرة محادة لله - تعالى -، ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وغدر في العهود، ونقض للعقود، وارتكاب لجريمة من أكبر الجرائم، ومظلمة من أعظم المظالم، وما ذاك إلا نتيجة جهلم المركب، وأنانيتهم الضيقة، وإحساسهم اللا إنساني القاصر.
أيّاً كان مقترفو هذه الجريمة، وأيّاً كانت الأسباب التي يتذرعون بها لتبريرها، ووصولاً إلى فكرتهم الكارثية، فإن انتقامهم الكيفي، وذاكرتهم الانتقائية، تترجم فعلهم الهمجي، والذي أخل بكرامة الإنسانية - جمعاء -، وبقيمها الأصيلة ؛ الأمر الذي سيجعل الأفق ملبدًا، وعسيرًا عبر تفتيت المجتمعات العربية من الداخل على أساس مذهبي -كما يريدون-، والذي سينذر بمزيد من الألم المتبادل عبر أدوار مرحلية خاطئة.
أيها المجرمون اللا إنسانيون، أنتم من قتل الإنسانية التي بدواخلكم عن طريق وهم صنعتموه لأنفسكم، ووضعتم عليها قيوداً من أغلال، فكانت جريمتكم صفعة في وجه الإنسانية؛ لأنها تمت بشكل متعمد، وبسبق إصرار؛ إذ تعد جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكًا صارخًا للنظام الإنساني الدولي، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وانتهاكاً صارخاً للشرائع السماوية - كلها.
أما أنت أيها الشيخ الوقور، والقاضي بالعدالة، والإنسانية، والأعزل من أي أداة، أو سلاح؛ فغدرتك يد الخيانة، والعمالة، عندما دافعت بآرائك الجريئة، ومواقفك الحرة عن إنسانية، وكرامة الإنسان، وحقوق هذا الكيان العظيم، فإن دماءك لن تذهب هدرًا، وإنما ستتحول إلى وقود؛ لتكريس الوحدة الوطنية. وسيستذكرك التاريخ، ومن يسطر روايتك بكل فخر، وعزّ، وكبرياء. وسيبقى هذا الوطن شامخاً عزيزاً عصياً على كل معتد أثيم، وواحة أمن، وأمان، وموئلاً، وملاذاً لمن لا موئل، ولا ملاذ له. وسنقف صفًا واحدًا أمام قوى التطرف، والإرهاب، والتي دأبت على انتهاك حقوق الإنسان، وكرامته.