زكية إبراهيم الحجي
هل نحن بحاجة لنمط جديد من العلاقات التي تنظم معايير العلاقة بين وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من جهة.. والمتابعين والمستخدمين لهذه المواقع الاتصالية كي نضمن مسارات معقولة تقبل بالمختلف وتأتلف في قيمة الاختلاف القابل للتوافق المصداقية مقياس هام للحكم.. والفائدة التي يمكن أن تجنيها الشعوب هي بمقدار مصداقية إعلامه من جهة الدقة في نقل الخبر دون تحريف أو تشويه..والتزام الحيادية التامة والتوازن في التغطية والعدالة الموضوعية وعدم الازدواجية وأن تكون مجردة عن الميول الذاتية في ظل الصراعات الدائرة في عالم اليوم والتحديات التي تواجه الوطن العربي والعنف السائد في بعض المجتمعات وتشابك الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية تتجلى فجوة العقل الاعلامي برؤى عدة متباينة في الأسباب والتداعيات بين الممارسين للمهنة الإعلامية وجمهور المتلقين.. علاوة على طبيعة الجمهور المتلقي الزاخرة بالعديد من التباينات وتعدد مستويات الوعي لديها.
لقد أثبتت الأحداث المتلاحقة أن الأحلام التي تراقصت في رأس «مارشال كلوهان» الكندي المؤسس لعالم الاتصال الإعلامي فشلت في أن تجمع المجتمعات على اختلافها وتبايناتها في القرية العالمية الصغيرة.. هذه القرية التي زُعِم بأنها الأنموذج الأمثل للتعايش بين الشعوب مثلت بالوناً انتفخ قبل أن ينفجر بدبوس أيديولوجي..ففي ظل غياب تام لإستراتيجية التعاطي الموضوعي مع الأزمات والصراعات التي تزداد يوماً بعد يوم خصوصاً تلك التي تتعلق بالتعايش السلمي والقبول بالآخر.. إلى جانب القضايا التي تنطلق من جذور عرقية أو دينية وتشكل تهديداً لحياة الأبرياء عن طريق أعمال العنف التي تبررها بعض وسائل الإعلام والاتصال وتتحكم بها أيديولوجيا شمولية تتعلق بمجموعة من المبادئ والمفاهيم والقواعد التي تقف حجر عثرة في إمكانية التبادل أو الحوار بما يسد الانفتاح على الآخر ناهيك عن حالة الضبابية في قضية الثبات على القيم والأخلاق المهنية الإعلامية والتي تشهدها المرحلة الحالية في كثير من أصقاع العالم.. كل ذلك كرَّس في انتشار فوضى المصطلحات والمفاهيم وازدواجية المعايير في بعض وسائل الإعلام..وأقرب مثال على ذلك الإرهابي الذي يفجر نفسه في منطقة يغلب على سكانها مذهب معين يُسوق على أنه «مجاهد واستشهادي» بينما في حال نفذ عملية إرهابية في بلدان أخرى فقد تصفه ذات الوسيلة الإعلامية بأنه «انتحاري إرهابي» الأمر يعكس التباين وازدواجية المعايير في التعاطي مع الأحداث من خلال وسائل الإعلام ازدواجية أقل ما يقال عنها بأنها جاذبية اللغة الفضائية الآتية على صهوة ثورة الاتصالات ما يؤدي لتعميق فوضى المصطلحات والمفاهيم وممارسة الخداع الإعلامي المرفوض جملة وتفصيلاً .
على كلٍ.. المجال يبقى مفتوحاً أمام الموضوعية والدقة والمصداقية والحياد في ملامسة الشعور الجماهيري وفق مناهج وقواعد الأخلاق المهنية في عالم الإعلام والاتصال.