خالد الربيعان
نزلت أيقونات الأندية وتمائمها، وأثارت جدلاً كبيرًا و«طقطقة» سمعنا أصواتها في دهاليز التويتر! وتضحك من إبداع بعض الردود والتعليقات على تميمة نادٍ منافس، حيث ذكرتني بمهاوشات الأطفال بالكلام على طريقة «تميمتي أحسن من تميمتك»!
هذا يقول «يا أبو جسم من دون رأس»، وثاني يرد «وش ذا الخرابيط.. تنفع على علبة حليب».. مهاوشات المدرجات المعتادة واللذيذة حول العالم بين الجمهورين، ولكن هنا بشكل أكبر تتركز على التواصل الاجتماعي الذي يعد مرآة للرأي العام الرياضي..
التميمة أو الأيقونة لها شأن أكبر بالجانب الدعائي للنادي في مبارياته، ولها دور كبير جدًا مع الأطفال، فهي تعمل عمل «تربية عاشق للنادي»، حيث في الأندية الجمهور هو كل شيء، أرسنال مثلاً وتميمته الديناصور الأخضر من أوائل الأشياء التي يتفتح عليها وعي الطفل ليكبر متعلقًا بالنادي، يزيد الولاء عنده تدريجيًا بشكل «فعال»، والنتيجة أن أرسنال يعد من أكثر الأندية عالميًا تحقيقًا للأرباح من الحضور الجماهيري، يحقق من التذاكر 118 مليون جنيه استرليني، ضعف ما يحققه العريق «ليفربول» مثلاً!
هذا بالرغم من أن تذكرة أرسنال هي الأغلى في البريمرليج! بسعر 95 جنيهًا! وسعر تذكرته الموسمية أيضًا هي الأغلى بين كل الأندية بقيمة تزيد عن 2000 جنيه!، والتميمة الناجحة جدًا هذه قد تجدها سيئة شكلاً، ولكن النادي يسوقها جيدًا، ولا بد أن تراها مع المدرب فينجر، في الشارع على سقف سيارة، في الملعب مع الأطفال، بجانب القصة التي يحكونها لهم عن أن هذا الديناصور خرج من بيضة في أحد أركان ستاد الهايبري الشهير ملعب أرسنال!
الكثيرون جدًا قد لا يعجبهم الأمر، قد تجد من يستغرب، وهنا أقول لك مثلاً أفلام الفضاء وحرب النجوم وإعلاناتها وقصصها المصورة، على مدى أكثر من 50 سنة، جعلت من باتمان، كابتن سبوك، هاري بوتر، وجيمس بوند: واقعيين! نعم، عندما تعرف أن نسخة فيلم باتمان 2008 كانت ميزانيتها 185 مليون دولار ـ وحققت مليار دولار حول العالم: أؤكد لك أنهم واقعيون أكثر منا نحن!
الخيال قد يفيد أكثر من الواقع! والأمثلة لا تعد ولا تحصى، وإذا كانت هناك محاولة لنقل الدوري السعودي للمحترفين ليكون نسخة مشابهة لدوريات كبرى مثل البوندزليجا والبريمرليج، يجب أن نفعِّل عنصر الخيال والإبداع والتفكير مستخدمًا جميع عناصر التسويق بما فيها التمائم لحدود وآفاق قد تثير الدهشة والذهول.. بل والسخرية عند المتابعين!
خيال!
أقول لك أمثلة من التسويق الرياضي على خيال أصبح واقعًا: العبقري أدي داسلر يتخيل أحذية اللاعبين وهي تنزلق على أرض الملعب المبتلة، يقول لما لا تكون ببروز أسفله لتثبت اللاعب عند الجري والحركة، النتيجة الواقعية: حذاء كرة القدم!
أولي هونيس المدير الرياضي لبايرن ميونخ على مدى 30 سنة ـ الأندية الألمانية في أزمة مالية وتتساقط كالذباب، يتخيل ملعب لناديه، رهيب الهيئة، محاط بالأنوار، ملئ بالناس، ينقذ النادي ماليًا، النتيجة الواقعية: الاستاد العالمي: إليانز أرينا، بفضله تسيد البايرن ألمانيا ماليًا،
رئيس نابولي «فيرلينو» يتخيل امتلاء مدرجات النادي عن آخرها، يتخيل النادي يحقق الدوري، يرى بعين الخيال اسم نابولي مكتوبًا في عناوين الصحف، يتخيل أعظم من لمس الكرة «مارادونا» يعذب المدافعين بقميص سماوي يحمل شعار نابولي ... النتيجة: نابولي أصبحت مزارًا سياحيًا.. بفضل رمزها: مارادونا!