د. خيرية السقاف
الآباء الذين لديهم أكثر من طفل, ودخلهم الشهري لا يغطي نفقات السكن والغذاء والدواء والكساء والتعليم «المنتقى» الذي يؤهلهم باللغات, ويوفر لهم نوعية عالية من الخبرات, والنشاط, وفرص الاكتساب يتساءلون كيف, لماذا, متى, وإلى أين سيؤول المطاف بأبنائهم في معمعة يتاح فيها للنخب من الطلاب كل فرص الاكتساب, والتنافس, والبروز, والتفوق, والحصول من ثم على منابر الضوء, وسُلَّمات الصعود..؟
وأرى بعيني ثللا كثيرة من هؤلاء يذهبون, ويعودون من مدارس عطاؤها محدود, ونتاجها لا يرقى لمتطلبات هذه العجلة, ولا معايير اتجاهها..
وأعود أكرر ما كتبت سابقا متى تصبح مدارس التعليم العام مواكبة في نوعيتها لأنجح المدارس الخاصة في الوطن؟, وإن لم تفعل فلماذا لا يعاد النظر إلى تقنين أسعار التعليم الأهلي, والحد من علو سقفه الذي أصبح ليس في مقدور إلا الفئات الثرية, أو التي ليس لها من الأبناء إلا واحدا, أو اثنين, وغالبا ما تثقل مداخيلهم الشهرية كي يوفروا تعليما نوعيا فيها لأبنائهم..
هناك أعداد من الأولياء يستدينون لتفي قدراتهم بما يمكن أبناءهم من دخول مدارس أهلية متفوقة في مستواها التعليمي ليحقق لهم مواكبة طموحات الواقع أكثر من طموحاتهم, أو طموحات أبنائهم, لأنهم في النهاية إن لم يتعلموا, ويكتسبوا في تعليمهم نوعية متوافقة مع متطلبات العصر الذي يعيشونه, أو الواقع الذي هم فيه, فلسوف تنتهي بهم مراحل التعليم ليصبحوا صفرا في الخانات المهمشة.., وقتها ماذا يفعلون, والتعليم النظامي, أو الأهلي المتواضع لم يتح لهم تحصيلا يرقى بهم من نهدة الخامة فيهم, إلى صناعة النموذج المناسب للحياة المتسارعة في تطوير ما فيها,,؟
في الأخير أرى أن التعليم مهمة خطيرة ليست ميدان تجارب, كلما جاء أحدهم نقض عمل غيره, ولم يضف إليه نوعية, أو يطور في مناسب كما ينبغي..
في جانب آخر فإن التعليم ينبغي أن توفر فيه جميع السبل, والوسائل, والعناصر بأنواعها بما فيها البشري, والمعرفي, دون مقابل, ويكون نظير الهواء الذي لم يبق للإنسان على الأرض شيء غيره بلا مقابل مادي..
من أجل ذلك لا ينبغي أن تكون مؤسسته الأهلية فأرة النجار تأكل من الخشب أي - البشر- صعودا, ونزولا..
إن على المسؤولين عن التعليم أن يلتفتوا كثيرا إلى كل طفل في هذا الوطن, ويتأكدوا من أنه ينهل عذبا , لينوف مثمرا, نافعا لنفسه, وللحياة..
إن مجرد أن يكون هناك دارسون ينظرون لسواهم من نظرائهم الذين لسعة ذات أيدي أبائهم ماديا ينخرطون في تعليم نوعي مميز, ويتفوقون عليهم في الخبرات, والمعارف, والمتاحات وهم غير قادرين أن يحصلوا مثلهم على هذا, لهو غبن, وألم, وخيبات في مؤسسة التعليم النظامي, لا تليق بهذه المؤسسة, وقد قدرت لها ميزانية عالية منذ نشأتها, وإلى الآن فلا يجب أن تقدم للطلاب في مدارسها أقل مما, أو مختلفا عما يقدمه لنظرائهم التعليم الأهلي..
فكل دارس من المراحل الأولى وحتى آخرها مسؤولية ما يتلقاه, ونوعيته من مهام وزارة التعليم. فهذه المؤسسة الكبرى بين يديها أمانة نوعية, وكفايات تحصيل, وخبرات, ومهارات كل نفس في جسد مواطن منذ تطأ قدمه اللدنة بوابة مدرسة, وإلى أن تتجه قوية لميدان العمل!!..