جاسر عبدالعزيز الجاسر
وجد الباحثون في قضايا الجماعات الطائفية المتطرفة، ومن كل الأديان والمذاهب، أن عناصر هذه الجماعات والذين ينخرطون في التشكيلات الإرهابية والخلايا الإجرامية التي تنفذ عملياتها ضد المدنيين الأبرياء، وحتى العسكريين، ينفذون تلك الأعمال بصورة وحشية وبمزيد من الغل والحقد ضد من يستهدفونه في عملياتهم الإجرامية.
آخر تلك الأعمال القذرة التي كشف عنها ما ارتكب ضد القاضي محمد الجيراني قاضي دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف، فالجناة الذين اختطفوا القاضي لم يكتفوا بقتله، بل قبل ذلك اقتادوه إلى حفرة في إحدى المزارع وبعد تعذيبه أطلقوا الرصاص عليه في صدره ثم تركوه في الحفرة، أهالوا التراب عليه، ولم يحترموا «عمامته وجبته الدينية» رغم أنهم من نفس مذهبه، وتركوه مطموراً تحت التراب دون دفنه طبعاً وبدون تكفين ولا غسل.
هذه هي أخلاق وسلوكيات العصابات الإجرامية المرتبطة بملالي إيران، وهكذا يعلمهم ويدربهم أساتذة الإجرام عناصر «حزب الشيطان» سواء في لبنان أو في العراق.
وهو سلوك يطبع سلوك كل المليشيات والجماعات الإجرامية التابعة لملالي إيران، وقد تابعنا قبل أيام كيف مثل بجثة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومع أنه اغتيل في منزله بعد غدر بعض المقربين منه إثر اختراق مليشيات الحوثيين لأنصاره إلا أنهم ألفوا مسرحية «هربه إلى مديرية سنحان»، وقد ظهرت آثار التمثيل بالجثة ومواقع إطلاق الرصاص على رأسه بعد وفاته.
وفي العراق، أظهرت العديد من الصور والمشاهد كيف كانت عناصر الحشد الشيعي العراقي الذي ضم العديد من أذرع ملالي إيران الإرهابية، والتي كانت تتفنن في تعذيب وقتل المدنيين الأبرياء من أهل السنة العرب بحجة انتمائهم لتنظيم داعش، وهم من هذه التهمة أبرياء إلا أن إرهابي الحشد كانوا ينفذون أوامر ملالي إيران بقتل العرب السنة لإحداث تغيير ديمغرافي، وقد وصل إجرامهم إلى إحراق العديد من الضحايا وهم أحياء وقطع رؤوس الكثير منهم.
الغلو في ارتكاب الجرائم والتمثيل بجثث الضحايا والتصعيد المبالغ به في تعذيب من يعارضونهم حتى ممن يشاركونهم المذهب، يرجعه المحللون إلى الشحن الطائفي الذي يحقق به هؤلاء المجرمون الأعضاء في المليشيات الإرهابية وهو ما التصق بالجماعات الطائفية التي تفجر أحقادها وتفرغ شحنات الحقن الطائفية التي تعرضوا لها، وأمدوا بها من مدربيهم ومن يقلدونهم من عتاة الطائفية، والذين في معظمهم مدربون وشخصيات عنصرية اتخذت الدين والانتماء الطائفي رداءاً لتنفيذ أطماع عرقية وعنصرية ظلت مختزنة في عقولهم وانتماءاتهم العرقية ضد العرب، وعندما حانت فرصة الانتقام تفجرت ضد كل من يواجه أفعالهم الشاذة من العرب السنة، وحتى ممن يشاركونهم في المذهب والذين رفضوا انحرافهم الفكري والسلوكي.