«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
عشاق اللعبة الموغلة في القدم «الشطرنج» التي كان للمسلمين دور كبير في انتشارها في العالم الأوربي بعد الفتح الإسلامي للأندلس كانوا على موعد مع الخبر السار مؤخراً بعدما شكل الاتحاد السعودي للشطرنج لجنة تهتم بخدمة المجتمع النسائي برئاسة لاما بنت خالد السديري مع إضافة عدد من البطولات في لجنة المسابقات للسيدات في مدن عدة بالمملكة خلال الموسم الرياضي الحالي، وسيكون اتحاد الشطرنج أول اتحاد سعودي يفتح المجال للسيدات في المشاركة الرياضية.كما جاء في الأخبار.. والشطرنج كما هو معروف تاريخيا هي « لعبة « ذكاء وفطنة وتحتاج لتركيز وصبر وطول بال خلال اللعب خصوصا عندما يكون المشارك في اللعب من أصحاب الخبرة والمراس وله باع طويل في حرفيتها. وكما كانت ومازالت فاللعبة يلعبها لاعبان على رقعة الشطرنج التي تتسم بشكلها الذي يتكون من 64 مربعا وبأبعاد ومقاسات معروفة عالميا. ويبدأ كل لاعب بمجموعة تتكون من 16 قطعة وملك واحد وملكة واحدة، وقلعتين وحصانين وفيلين وثمانية بيادق، حيث تختلف حركة كل قطعة من هذه القطع الست مع كون الملكة أقوى القطع والبيدق أضعفها. وهدف اللعبة هو إماتة ملك الخصم بوضعه تحت تهديد بالأسر، وبالتالي لا يمكن الفرار منه. ولهذا الهدف تستخدم قطع الشطرنج لمهاجمة وأسر قطع الخصم المختلفة وبدون هوادة أو رحمة. ووضعه تحت تهديد الأسر والسيطرة عليه وفي ذات الوقت الدفاع عن بعضها البعض من خلال دقة المتابعة والترصد وحتى الهجوم على قطع الخصم أو المنافس. وهذه اللعبة التاريخية التي يعود منشؤها إلى الهند خلال القرن السابع الميلادي وانتقلت بعد ذلك إلى فارس ومن ثم إلى العرب الذين وكما أشرنا سابقا نقلوها إلى الأندلس ومن ثم إلى أوروبا الذين اهتموا بها كثيرا. وحظيت اللعبة باهتمام شعوب آسيوية عديدة كالصين واليابان وكوريا وروسيا التي باتت الأشهر وخلال عقود في تميز لاعبيها ومن كلا الجنسين وسنويا تقام المباريات الدولية لهذه اللعبة التاريخية والشهيرة فتكونت لها اتحادات ومهرجانا ومسابقات. بل إنها ومن خلال إنتاج رقعتها وقطعها باتت تدر الملايين. بل هناك أطقم مصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة والثمينة أنتجت مخصوصاً لبعض الملوك والملكات وحتى بعض الأباطرة. ورجال الأعمال الأثرياء. وحسب المصادر التاريخية يعتبر أول بطل عالمي للشطرنج معترف به ومسجل في ملفات اللعبة تاريخياً هو (وليام شتاينيتز) الذي حصل على اللقب عام 186م ويوماً بعد يوم تطورت اللعبة في مختلف دول العالم الغربي والإسلامي والعربي وصارت لها بطولات مختلفة تدار وتنظم من خلال (الاتحاد الدولي للشطرنج) وهي الهيئة العالمية التي تتحكم في اللعبة. وعادة ينظم الاتحاد بطولة العالم للنساء. ولصغار وبطولة العالم للكبار. ومن المثير أنه توجد مجلات متخصصة لهذه اللعبة. بل تجرى مسابقات عبر المراسلة وفي السنوات الأخيرة توجد برامج متخصصة لتعليم اللعبة عبر القنوات الفضائية أو اليوتيوب. والجميل أن وصول التقنية إلى المستوى العالمي من خلال الشبكة العنكبوتية « الإنترنت « أتاح الفرصة كاملة لمختلف اللاعبين واللاعبات المحترفين والهواة للعب عبر مواقع الإنترنت المتخصصة. وفي العقود الأخيرة اهتمت العديد من دول العالم باللعبة وبمن يلعب فيها. وتجدر الإشارة إلى مساهمة التقنية « الحاسب « في اللعب مثل حاسوب شركة IBM ديب بلو الذي كان أول حاسوب يتغلب على بطل العالم في الشطرنج حينما هزم «غاري كاسباروف «سنة 1997، وظهرت نهضة وتطور برامج محركات لعبة الشطرنج التي باتت تشغل على الهواتف الذكية. وهذا يعني أن لوحة « الشطرنج « باتت في جيبك. ولسنا ندري ماذا سوف يحدث غدا من ابتكارات وبرامج في هذه اللعبة وغيرها. لكن الذي بات واضحا ومعروفا أن لعبة الشطرنج وكما أشارت الأميرة « لاما بنت خالد السديري « مؤخرا سوف تدخل كل بيت ومدرسة. وأشارت أيضا في حديثها الإعلامي عن بطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج التي سوف تقام خلال الفترة من 26 - 30 ديسمبر الجاري بالرياض، بأنها ستكون حدثا تاريخيا وهاما تستضيفه المملكة، وقالت: «هو أمر مشرف وهذه كانت أمنية حياتي بأن يكون لدينا ألعاب فكرية وذهنية.