غسان محمد علوان
من المصادفات الغريبة في مسيرة الهلال هذا الموسم ما حصل له في آخر ثلاثة لقاءات في الدوري أمام الفتح والفيحاء والتعاون، التي خرج منها بأربع نقاط فقط من أصل تسع؛ فالمستوى هو المستوى ذاته، والرسم التكتيكي للفريق لم يتغير، ومشكلة الفريق في عدم القدرة على التسجيل (أو بالأصح صناعة فرصة الهدف) لم تتغير. ورغم ذلك انتهت اللقاءات الثلاثة بالفوز والتعادل والخسارة!
هذه الفرصة الذهبية التي أتت لجميع المتابعين من جماهير وإعلاميين يجب أن يستغلها كل منا لتقييم نقده وآرائه وردود أفعاله.. فليس من المنطق أن تكون النتيجة هي المؤشر الوحيد للنقد؛ فإن فاز أغرقناه مدحًا، وإن تعثر خنقناه ذمًّا، وطالبنا بالتغيير الشامل.
فتخيل عزيزي القارئ أن المعيوف في لقاء الفيحاء لم يخطئ في الهدف الثاني، وأنقذ الفريق من الهدف الأول، ثم انتهت المباراة بفوز الهلال بهدف وحيد. هل نقول إن الفريق ممتاز ويجب علينا وقف النقد طالما أنه يحقق الفوز؟ أم نناقش الأخطاء في التشكيل وطريقة اللعب وتهاون بعض اللاعبين أو هبوط مستواهم؟ وفي المقابل، لو لم تعبر كرة ياسر الشهراني من بين قدمَي المخضرم عصام الحضري، وتمكن من التصدي لها، فهل سيكون البعض بنفس الرضا والقناعة التي خرج بها مساء الأحد الماضي؟ النتيجة النهائية للقاء قد تنقلب رأسًا على عقب في جزء من الثانية، وتعتمد أولاً وأخيرًا على توفيق الله، ولكن النقد والنقاش يكون فيما قدمت لتكون أقرب من منافسك للفوز، وفي عدم ادخارك جهدًا في إقصاء أي عامل يقف بينك وبين هدفك.
باختصار: لا تناقش نتيجة اللقاء، بل ناقش نتيجة عمل الفريق الذي يبحث عن نتيجة اللقاء.
فكم من فريق خسر وهو يستحق الفوز؛ فلاقى الثناء والمديح.. وكم من فريق فاز دون إقناع، ولم يسلم من سهام النقد.