عبدالله العجلان
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يحقق منتخبنا الرديف الفوز على المستضيف الكويتي في افتتاح خليجي 23، بل إن مستواه اللافت كان مفاجئاً لنا ولكل من يعلم أنه لم يخض أي معسكر اعدادي او مباراة تجريبية تحت اشراف مدربه الذي لم يحضر الا قبل الدورة بأيام معدودة، ومع هذا ظهر الاخضر متجانسا طموحا جادا ومؤهلا للمنافسة على البطولة، وهذا ما ذكرته الاسبوع الماضي عن ان المشاركة لمجرد المشاركة لا تكفي ولا تليق باسم ومكانة المملكة، وان هدف المنافسة على احراز لقب البطولة لابد ان يكون حاضراً.
الآن وقبل ان نلتقي القوي المتمرس والمتكامل المنتخب الاماراتي اليوم الاثنين من المؤكد ان سقف طموحنا سيرتفع، لكن في الوقت نفسه علينا ان نكون اكثر واقعية وندرك ان خصمنا هذه المرة سيكون نداً شرساً وحظوظه في تحقيق الفوز والبطولة بصفة عامة كبيرة، فإن فزنا او تعادلنا فهذه نتيجة مبهجة وداعمة لمواصلة المنافسة والتأهل لدور الأربعة، أما الخسارة فلا تعني النهاية وتتطلب التعامل معها بمنطقية وهدوء وعقلانية، وان فرصة المنافسة ما زالت قائمة.
عموماً، اثبت الاخضر الرديف امام الكويت ان الكرة السعودية غنية بالمواهب والنجوم، وان بامكانها استعادة سيادتها وتفوقها اقليميا وقاريا متى ما تهيأت لها الظروف والأدوات والكوادر الفنية والادارية القادرة على تنظيمها والارتقاء بها وبمخرجاتها اندية ومنتخبات.
اختياركم صح بشرط!
جاء التشكيل الجديد لاتحاد الكرة متلائماً مع مرحلة الحزم والاصلاح والتغيير والتطوير التي تعيشها الرياضة السعودية بشكل عام، فالى جانب انضمام الاسماء المعروفة المشهورة في شجون وفنون الكرة، فإن اكثر ما شدني واعجبني هو اختيار الخبير في القانون الرياضي جيمس كيتشينغ لرئاسة لجنة الانضباط، ومثله الحكم العالمي المعروف مارك كلاتنبيرغ لرئاسة لجنة الحكام، وذلك لأهمية هاتين اللجنتين وتأثيرهما على سلامة المسابقات الكروية ومستوى المنافسة بين الأندية وضبط اللوائح وتطبيقها بطريقة منصفة وعادلة وقبل ذلك حازمة على الجميع.
لقد عانت الكرة السعودية كثيرا في السنوات الاخيرة الماضية بسبب ضعف وسوء اختيار رؤساء لجنتي الانضباط والحكام، ونتيجة لذلك اهتزت الثقة باتحاد الكرة وبقراراته بعد ان ارتكبت هاتان اللجنتان الكثير من الكوارث والازدواجية والتناقض في القرارات لفائدة اندية على حساب اخرى وبصورة فاضحة لا يمكن تبريرها والتغاضي عنها لتأثيرها المباشر على نتائج مباريات ومسار بطولات.
الأهم في هذا الجانب وبعد ان نجح اتحاد الكرة في تشكيل لجانه هو ان يمنحها كامل صلاحياتها ولا يتدخل في مجال عملها ولا يسمح لكائن من كان ان يؤثر على قراراتها، وفي ذلك قوة لها وللاتحاد نفسه.
الشتوية ومقالب الصيفية!
حددت لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في اتحاد الكرة بدء فترة الانتقالات الشتوية في الرابع من يناير القادم، السؤال: هل تستفيد الأندية في معالجة أخطاء تعاقداتها في الفترة الصيفية..؟!
الملاحظ ان الأخطاء في فترة التسجيل الصيفية قد زادت لدى معظم الأندية عن السابق تماشيا مع زيادة عدد اللاعبين غير السعوديين الى ستة لاعبين، وبالتالي اصبح الضرر على هذه الاندية اكبر ماديا وفنيا، نعم هنالك اندية استفادت من الزيادة واستطاعت ان تتعاقد وفق حاجة الفريق وبمبالغ معقولة تناسب ميزانيتها لكن الغالبية من الأندية على العكس تماماً، فبالرغم من إمكاناتها وميزانياتها الضخمة والمبالغ الهائلة التي انفقت على تعاقداتها الا انها جاءت مخيبة لامال وتطلعات جماهيرها، بل ان بعضهم اقل من مستوى البدلاء السعوديين.
لذلك وحتى لا تتكرر الأخطاء وخصوصا في ظل الازمات المالية الخانقة، من المفترض على الأندية ان تحدد أولاً حاجتها وتضع لتعاقداتها ميزانية واضحة ومتكاملة وبموجبها تختار من يناسبها ويحقق الفائدة الفنية لها، وفي حالة عدم توافر المبالغ الكافية او بسبب وجود لاعبين سعوديين مؤهلين لتمثيل الفريق وتحديدا من درجة الأولمبي او الشباب فلا داعي للتعاقد مع ستة لاعبين والاكتفاء بالعدد المتوافق مع متطلبات الفريق وامكانات النادي، فهل ستستوعب الأندية دروس الماضي وتكون اكثر احترافية ومهنية في تعاقداتها، أم تكرر نفس اخطائها وتزيد من هول معاناتها وأزماتها؟!.