مضت ثلاثة أعوام على هذه البلاد الطاهرة في عهد سلمان. مضت ونحن في عزة وإباء. كيف لا وانتماؤنا وولاؤنا لوطننا المعطاء المملكة العربية السعودية تحت رايته الخالدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وفي كنف ملك رأينا منه السلم؛ لأنه سلمان الحنون على شعبه، وليس مستغربًا حين يأخذ من اسمه نصيبًا. وفي اللغة سلمان على وزن فعلان من السلامة، وكثير السلامة. ورأينا منه أيضًا الحزم على كل من بغى واعتدى وتكبر على حدود الله.
مضت الأعوام الثلاثة على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم؛ ليكمل ما بدأه المؤسس -رحمه الله- حين أعلن قيام هذه الدولة، ورسم سياستها بين السلم والحزم، سلم على من سالمها، وحزم على من حزم أمره لمعاداتها، وخلفه الأبناء يحملون سراجًا ينير للشعب دربه، ويجعلهم في نور العيش الرغيد بأمن وأمان لا ينقطع متمسكين بهدي الله معينًا ونصيرًا، ويرفعون لواء الحب والمودة والصداقة والتعامل الخلاق لأهل الأرض قاطبة.
بدأ هذا الملك الصالح سلمان السلام حياته السياسية في 11 رجب 1373هـ، الموافق 16 مارس 1954م، عندما عُيّن أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز. وبتاريخ 25 شعبان 1374 هـ، الموافق 18 إبريل 1955، عُيّن أميرًا لمنطقة الرياض؛ فهو الرجل صاحب الثقافة والمعرفة والخبرة؛ فكثير من ملفات الوطن الساخنة كانت تحت يده؛ كونها اليد الأمينة الحريصة على مصلحة الوطن والمواطن.
وفي 3 ربيع الآخر 1436هـ، الموافق 23 يناير 2015م، تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكًا للمملكة العربية السعودية في عملية نوعية لانتقال السلطة، لا تجدها في أصقاع المعمورة؛ فملك محبوب ينتقل إلى رحمة الله، يبكيه الشعب، ويتألم لفراقه؛ ليستلم الحكم من لا تقل محبة الشعب له عن سلفه.
ولا يقتصر حبه على شعبه فقط؛ فكل عربي مسلم يحمل في قلبه محبته؛ فهو نصير المستضعفين في شتى البلدان، يرسل المساعدات، ويسعف المنكوبين، ويرد الظلم عن المظلومين، ويدحر المعتدين، ويصرح عبر من يمثل الوطن في المحافل الدولية بأن المملكة العربية السعودية دولة السلام والإنسانية.
شن حربًا لا هوادة فيها يوم أن استغاث شعب اليمن على الانقلاب الذي جر الويلات لبلادهم، وزادهم فقرًا وتخلفًا؛ فهب سلمان الحزم على شرذمة الحوثيين بعاصفة، جعلتهم في أسفل سافلين، وصب عليهم جامه ليدعوهم إلى أن يذعنوا لصوت الحق، وترجع الشرعية لأهلها، ويُحكم اليمن بمن رضيه شعبه حاكمًا لهم ورئيسًا.
لن أتحدث عن إنجازاته التنموية؛ فقد نقل البلاد نحو فكر جديد وثقافة جديدة، محورها حرب على الفساد والتبذير، ويوازيها في الاتجاه روح الشباب التي ألقت بأوراقها مستندة إلى الأمير الشاب الطموح ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان؛ لتستفيد البلاد من مواردها المادية والبشرية أعظم استفادة؛ فالاستثمار لا يكون بالمال فقط، بل بالقوى البشرية الفاعلة، وهنا يكمن فكر سلمان السلام. كما أرسل رسائله للعالم قاطبة بأن من يحيد عن الجادة فإن استئصاله مصيره ومآله، وأن حدود أرض وطننا محمية بعون الله، وأن من يحاول زعزعتها ويفسد فيها ويخالف أمر الله فيها سينفذ حكم الله عليه مهما كان لونه وجنسه وطائفته وفكره ومذهبه. فبين الحاكم والمحكوم شرع مطهر، رفعه ولي الأمر، وأعلى شأنه؛ فأعلى الله شأن هذه البلاد، وطهرها من العابثين بسيف سلمان الحزم. تنتهي الكلمات، ولا تنتهي أوشال مشاعرنا وما تكنه قلوبنا لأبي فهد القائد الوالد؛ فحبه إيمان، ومعاداته نقض للعرى، وتذبذب لا يوفق صاحبه للخير البتة. أدام الله لنا هذه البلاد بقيادتكم الكريمة وقيادة ولي العهد محمد بن سلمان قائد التجديد والرؤية الثاقبة، وصاحب الفكر المستنير الشاب المتقد علمًا وعملاً، وأدام كل مسؤول يسير وفق نهج سلمان السلم والحزم.