سعد السعود
كانت وما زالت وستبقى - بإذن الله - الكرة السعودية ولادة للنجوم.. غنية بالمواهب.. عامرة بالمهارات.. مهما تغيرت الأسماء.. وحيثما تتابعت الأزمان.. فالمعدن النفيس للاعب السعودي يظهر كلما ظن المتابعون خفوت بريقه.. وطالما رد على منتقديه وبرهان حقيقته.
لذا لم ولن أستغرب الوجه الجميل للمنتخب الرديف في افتتاح بطولة الخليج هناك في الكويت.. وأمام الكويت.. فتلاعب نجوم الرديف بالمنافس وكأنهم الفريق الأول.. ومارسوا البزوغ ليفرضوا على المنتخب المستضيف الأفول.. فكانت ثنائية جميلة.. جمعت بين الفكر والذكاء والثنائيات بين نجومه.
قاد الفريدي الأخضر الذي ظن المتابعون كل الظن ألا يتفوق.. ففاقت كتيبة الرديف التوقعات.. بما قدمته من تكتيكات.. وما تملكه من مهارات.. فدانت السيطرة لرجالنا في جل وقت المباراة.. حتى أننا لم نشعر لوهلة واحدة بأن من يلعب هو المنتخب الثاني.. وأن النجوم الأساسيين ينشطون في فرقهم ويلعبون في الدوري المحلي.
جميل هذا اللقاء فقد اكتشفنا العديد من المواهب.. وصنعنا صفاً ثانياً يمكن أن نعتمد عليه متى احتاج الفريق الأول زاداً بشرياً.. كما أعادت البطولة وتحديداً في اللقاء الأول بعض النجوم ممن أفل بريقهم كالفريدي والمؤشر وعمر هوساوي.. وأبرزت لنا العمري والعبيد ونوح وهزازي.. لنطمئن على مستقبل رياضتنا.
وحتماً حري بالقول انه مع ما قدم من مستوى.. وبفريق جله غير معروف للمشاهدين.. علينا لذلك الفخر بقوة دورينا.. فيستحيل أن يظهر لاعبون مع بعض ولأول مرة وأمام60 ألف متفرج بهذا الأداء.. فلم يشعروا بالرهبة ولم يصيبهم الارتباك.. وهذا بالتأكيد نتاج معترك المباريات المحلية ومنافسات الدوري الحامية.. والذي كان ثمارها هذا العطاء الفريد من نجوم الرديف.
كلي أمل ألا نستكين لهذه النتيجة في قادم المباريات.. سواءً في الغد أمام الإمارات.. أو ضد عمان في ختام الجولات.. فالظهور الجميل يجب أن يتبعه الأجمل.. لكن بالمقابل يجب أيضاً ألا نقسو لو حدث العكس.. فبالأخير الهدف من البطولة أبعد من لقبها.. والتنقيب عن النجوم واستكشاف المواهب هو ما نتمنى أن نؤتى أكله.
أخيراً.. كنت أتمنى أن أسمع ما قاله لاعب منتخب الكويت السابق جمال مبارك فيما آلت إليه النتيجة.. بتفوق رديف الأخضر على الفريق الأزرق الأول.. وهو من علَّق قبل أسبوعين على كرتنا ووصفها بالفقيرة من النجوم.. فهل وصله المرسول من الرديف واستوعب الدرس المخيف؟ أم يحتاج إلى أن ينتظر للصيف.. ليرى الأخضر الأول وهو يبزغ في سماء روسيا كألوان الطيف.
آخر سطر
اللي ما يعرف الصقر يشويه!