محمد بن علي الشهري
غَضِبَ أنصار الزعيم جرّاء خروجه بالتعادل مع نظيره الفتح، ذلك اللقاء الذي صرح (رامون دياز) في أعقابه بأنه غير قلق على الصدارة، فما كان من دياز وفريقه المدجّج بالأسماء اللامعة إلاّ معاقبة أولئك الأنصار بالهزيمة من الفيحاء على طريقة (اللي ما يرضى بالحمّى يرضى بالنفّاضة)؟!.
لنتفق جميعاً على أن الخسارة في حد ذاتها ليست معضلة، على اعتبار أنه لا يوجد بطول الكرة الأرضية وعرضها الفريق الذي لا يخسر، ولكنها حتماً لا تلغي التساؤلات عن دواعي وملابسات حدوثها، وعن مدى منطقيتها.
التفريط طواعية في (ست) نقاط على التوالي، لا ينمّ عن أن تصريح السيد رامون دياز حول عدم قلقه على الصدارة في محلّه أبداً، بقدر ما كان ذلك التصريح ومن ثم خسارة النقاط الست نتيجة لذلك العطاء والمستوى المتهالك، هو مدعاة لقلق أنصار الزعيم؟!.
إن أخشى ما يخشاه عشاق الهلال هو أن يكون الفريق قد اقتنع وصدّق مقولة: إن الدوري قد حُسم أمره للهلال التي يرددها بعض المتذاكين، وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر، فحدث ذلك التراخي والبرود العجيب خلال لقاء الفتح ومن ثم لقاء الفيحاء.. والله يستر من القادم..؟!.
استعادة الصدارة والحفاظ عليها أمر ممكن ومتاح، شريطة العمل على ذلك بجديّة، واعتبار كل مباراة من المباريات القادمة بمثابة مباريات خروج المغلوب.. أما إن ظل الوضع على ما هو عليه من تخاذل وعدم مبالاة، فلن يفضي إلاّ إلى المزيد من الخسائر ومن التفريط في النقاط وتسربها، وتعزيز مواقف الفرق المنافسة، ومنحها المزيد من فرص بلوغ المراد.
أعيد اليوم ما سبق أن قلته هنا الأسبوع الماضي، من أننا حينما نلوم المدرب الكبير رامون دياز، فلأننا ندرك مدى ما يمتلكه من مقومات ومن تدابير وحلول تجنّبه الكثير من الإحراج نتيجة اعتماده على طريقة واحدة أضحت مكشوفة ومعلومة لدى أقرانه، وبالتالي أضحى من السهل عليهم التعامل معها بشيء من الدهاء؟!.
واننا حينما نلوم نجوم الزعيم فلأننا ندرك أنهم يمتلكون من الخبرات والمهارات والقدرات ما يجعلهم في غنى عن الظهور بمظهر البؤساء الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا سيما أمام الفرق التي تصارح للهروب من شبح الهبوط.. بمعنى أن الجماهير لا تطالبهم بالمستحيل، وإنما تطالبهم بتقديم ما يوازي الامتيازات المعنوية التي ينعمون بها كونهم يمثلون كبير آسيا، فضلاً عن الامتيازات المادية الضخمة التي يحصلون عليها (اللهم لا حسد).
خلاصة القول: أعتقد أنه آن الأوان لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب للحد من حالات اللا مبالاة التي تكتنف أداء بعض اللاعبين، واللبيب بالإشارة يفهم.