«الجزيرة» - المحليات:
وقع مدير عام صندوق أوبك للتّنمية الدّولية (أوفيد)، سليمان جاسر الحربش، مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، اتفاقية منحة جديدة قيمتها ستمائة ألف دولار أمريكي، يتم بموجبها دعم مشاريع الوكالة الدولية لتعزيز الأمن الغذائي في آسيا باستخدام التقنيات النووية والنظائرية، وذلك في مقر الصندوق في فيينَّا، النمسا، يوم العشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وتهدف هذه المنحة إلى دعم مشروعين، أولهما برنامج يستهدف توظيف التقنيات النووية لتشخيص الأمراض الحيوانية العابرة للحدود والسيطرة عليها في كل من فييتنام، وكمبوديا، ولاو، وميانمار؛ وذلك من خلال نهجٍ ثنائي المسارات لبناء القدرات من خلال تدريب الممارِسين والعاملين في هذا المجال، وتوفير المعدات لمختبرات الأمراض الحيوانية لتمكينها من استخدام التقنيات النووية في التشخيص.
وأما المشروع الثاني، فيهدف إلى دعم أنظمة إنتاج محاصيل الأرز المقاوِمة للتغير المناخي استناداً إلى تطبيقات النظائر، في كل من بنغلادش، وكمبوديا، ولاو ونيبال؛ مع إيلاء اهتمام خاص إلى الاستخدام الأمثل للموارد والتكيف المناخي. وسيقوم المشروع بإنشاء قاعدة بيانات إقليمية لإدارة موارد المياه والتربة والعناصر المغذية المتعلقة بإنتاج الأرز، وتدريب علماء التربة على استخدام التقنيات النظائرية والنووية، بالإضافة إلى توفير معدات متخصصة للشركاء المحليين.
وقد استهل الحربش كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاقية بالإشادة بتاريخ الشراكة بين أوفيد والوكالة الدولية الذي يمتد إلى ما يقرب من ثلاثة عقود. وأعرب عن ثقته في «أن هذا المشروع الجديد سيكون معلماً آخر في الشراكة والتعاون النموذجي بين الطرفين في دعم الحلول المتطورة تقنياً وتنفيذ التدخلات ذات الأثر البالغ على معيشة البشر أجمعين ولا سيما في مجالات الصحة والزراعة.» كما استذكر الحربش بعضاً من أبرز المشروعات والبرامج التي نفذتها الوكالة بتمويل من (أوفيد)، ومن بينها دعم برنامج العمل لعلاج السرطان في ألبانيا، وتنزانيا، وفييتنام ونيكاراغوا؛ وتمويل تقديم معدات لعلاج أمراض السرطان للمستشفى الجامعي في أوروغواي؛ وتعزيز خدمات العلاج الإشعاعي السريرية لأكثر أنواع السرطان شيوعاً في عشرين بلداً إفريقياً، ودعم اجتثاث داء التسي-تسي في منطقة زنزيبار بتـنزانيا، ثم دعم مشروع لتطوير قطاع الرعي والمواشي في المنطقة ذاتها بعد القضاء على داء التسي-تسي؛ فضلاً عن برنامج بناء القدرات الذي أُنجز مؤخراً لتدريب العاملين في المؤسسات المتخصصة في ست بلدان بأمريكا اللاتينية على مكافحة مرض يصيب شُجيرات البُن ويهدد استقرار الإنتاج العالمي من هذا المحصول.
من جانبه، أعرب مدير عام الوكالة الدولية، أمانو، عن امتنانه وتقديره لمساهمة أوفيد التي تعكس التزامه بدعم التنمية المستدامة وعمادُها نشر المعرفة وبناء قدرات البلدان النامية، وأشار إلى الصعوبات الجمَّة التي تواجهها البلدان الآسيوية المنتفعة بذلكما المشروعين في قطاعَي إنتاج الأرز وفي مجال الإنتاج الحيواني، مشيراً إلى أهمية هذه المنحة في تذليل العقبات المعرفية والتقنية في الدول المستفيدة، ومساعدتها على تعزيز أمنها الغذائي.
وقد عقَّب الحربش بالقول إنَّ هذين المشروعين إنَّما يكتسبان بالنسبة إلى (أوفيد) أهمية تعدو غاياتِهما الذاتية، وذلك لكون الأمن الغذائي أحد ركائز مترابطة Nexus الطاقة-المياه-الغذاء، التي تشكل قطاعاتها هذه أقساماً لا تنفصم عراها من المعادلة نفسها؛ الأمر الذي حمل (أوفيد) على معالجة التحديات في القطاعات الثلاثة التي تتألَّف منها المترابطة باتباع نهج متكامل يدرك أن الفعل في أحد هذه القطاعات غالباً ما يكون ذا تأثيرات عميقة على القطاعين الآخرين. كما أشار الحربش إلى أن الاستخدام الأمثل للموارد الذي يعنى به المشروع إنما هو أحد أبرز تجليات التفاعل بين عناصر المترابطة.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن كانت مهامُها المتعلقة بالحد من التسلح النووي هي التي كثيراً ما تتصدر الأنباء -فإنَّها تضطلع بدور أساسي فيما يتعلق بتشجيع الاستخدامات السلمية للعلوم والتقنيات النووية وللطاقة الذرية، كما تقوم بدعم المراكز البحثية والمختبرات العلمية في الدول الأعضاء، وبتعزيز التعاون التقني، وبدعم البحث والتطوير في مجالات الغذاء، والصحة، والمياه، والبيئة؛ فضلاً عن مساهمتها في تنظيم استخدام الطاقة الذرية في توليد الطاقة باستخدام تقنيات مبتكرة وآمنة.