«الجزيرة» - بدر الحمدان:
بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، انطلقت فعاليات النسخة الافتتاحية من مهرجان «دار الزين» في مقر مركز العين للمؤتمرات، وتوافدت حشود جماهيرية ضخمة من جميع أرجاء الإماراة لحضور برنامج المهرجان الذي يقدم فعاليات وأنشطة احتفالية صباحية ومسائية، تتضمن الترفيه والتسوق والأطعمة. وانطلقت احتفالات اليوم الأول، التي زارها الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان برفقة سعادة سلطان المطوع الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع السياحة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بحفل غنائي أحيته الفنانة اللبنانية مريام فارس، وشهد اليوم الثاني حفلاً مميزاً أحياه الفنان الإماراتي محمد الشحي.
ويقدم المهرجان استعراضات فنية وفعاليات ترفيهية، من بينها 20 نشاطاً تفاعلياً تم تصميمها خصيصاً للأطفال، وتشمل عروضاً تعليمية وترفيهية يقدمها شخصيات من البرنامج التلفزيوني الشهير «افتح يا سمسم»، ومسرحيات غنائية من وحي التراث العالمي بعنوان (لوني تيونز - «ليتل تويتي هود») - و«ماي ليتل بوني». مع وجود منطقة مخصصة للمأكولات والمشروبات تضم أكثر من 30 مشغلاً، يقدمون خيارات واسعة عبر أكشاك وشاحنات المأكولات لتلبية جميع الأذواق. كما يضم منطقة مخصصة للتسوق، تستضيف 45 عارضاً. بالإضافة إلى فرصة تجربة المتاهة والنفق المضيء وسط أجواء حافلة بالأضواء والألوان التي تقدم لهم أفضل الخلفيات لالتقاط الصور التذكارية المرحة خلال قضائهم لأوقات لا تنسى في المتاهة.
وتشمل الفعاليات حفلات غنائية كبرى يقدمها نجوم عرب، من بينهم بلقيس وماجد المهندس، وذلك الإضافة إلى العروض الفنية الأخرى التي يقدمها فنانون من الإمارات طوال أيام المهرجان، ومن بينهم هارجيت كارت، وأرنابيت، وكارل أند ذا ريدا مافيا، وعادل إبراهيم، ويستقبل المهرجان جمهوره بأسعار تذاكر مناسبة. من جهة أخرى فقد أعلنت دائرة الثقافة والسياحة، عن قائمة طويلة ومتنوعة من الفعاليات والأحداث التي تقدمها برعاية موقع «زوماتو» الشهير في دولة الإمارات والمنطقة، والمتخصص في طلبات الطعام والمعلومات حول المطاعم، وذلك خلال مهرجان أبوظبي للمأكولات.
ويرعى «زوماتو» ضمن برنامجه في مهرجان أبوظبي للمأكولات عدداً من الفعاليات المتخصصة في صناعة المأكولات التي ترسخ مكانة أبوظبي كمنصة للإبداع والابتكار في عالم المأكولات والطعام، من بينها «مؤتمر زوماتو للمطاعم»، و»أسبوع زوماتو أبوظبي للمطاعم».
وأتاح «أسبوع زوماتو أبوظبي للمطاعم» (7 - 21 ديسمبر) للجمهور فرصة الدخول إلى قائمة طعام شاملة لأكثر من 20 مطعماً فاخراً في أبوظبي من بينها «هاكاسان» و»جي دبليو ستيك هاوس» و«بو»، والاستمتاع بأمسيات طعام فاخرة بأسعار مناسبة.
وشمل الأسبوع خدمات توصيل الطلبات بأسعار مخفضة، حتى يتمكن المزيد من عشاق النكهات وهم في أماكنهم من الاستمتاع بما يقدمه أكثر من 60 مطعماً في العاصمة من تشكيلة واسعة من الخيارات، وذلك من خلال إجراء الطلبات عبر منصة زوماتو الإلكترونية.
كما نظم «مؤتمر زوماتو للمطاعم» الذي احتضنه مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) فهو أول مؤتمر من تنظيم «زوماتو» متاح لأصحاب ومدراء المطاعم والطهاة، وركز على التقنيات التي يمكن لمالكي المطاعم استخدامها لزيادة الإقبال على مطاعمهم.
وعلى الصعيد الثقافي قدم متحف اللوفر أبوظبي أسبوعاً حافلاً بالفعاليات وسلسلة رائعة من العروض الفنية المختلفة، ويعد اللوفر أبوظبي متحف عالمي فريد من نوعه في العالم العربي، وسوف يقدم منظوراً جديداً عن تاريخ الفن عبر مختلف الحضارات والثقافات.
ويرصد أول متحف عالمي في الوطن العربي، بأسلوبه المعماري المتفرّد محطات تاريخ البشرية عبر مجموعات فنية غنية بالتحف الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة.
ويسرد هذا الصرح الكبير الذي يفخر بجذوره وهويته الإماراتية تاريخ الفنون من منظور جديد في عالمنا اليوم، كما يقدم تجربة إنسانية مشتركة تتجاوز حدود الجغرافيا على عكس المتاحف الغربية حيث سيأخذ زوّاره على متن رحلة تسافر بهم عبر مختلف الحضارات والثقافات من حقب ما قبل التاريخ وصولاً إلى العصر الحالي من خلال 12 قاعة عرض للمتحف، بما في ذلك القرى الأولى والأديان العالمية، بدايةً من بدايات الحضارات الصناعية وصولواً إلى عالم اليوم.
وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة وشركة التطوير والاستثمار السياحي: «تفخر دولة الإمارات بما تمتلكه من موروث تاريخي وحضاري غني يبعث على الاعتزاز بهويتنا وتاريخنا بينما تسير بخطى واثقة وحثيثة نحو مستقبل واعد ومزدهر. وتجسّد الإمارات نموذجاً فريداً في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، حيث تضم تحت سمائها المعطاءة أكثر من 190 جنسية وثقافة وحضارة مختلفة تنصهر جميعاً في بوتقة المجتمع لتخلق نسيجاً متماسكاً وقوياً بمختلف أعراقه وأطيافه قائماً على المحبة والتآلف. ويحتضن متحف اللوفر أبوظبي بين أروقته أعمالاً وتحفاً من جميع أنحاء العالم، وسيلمس زوّاره روح التعددية الثقافية والحضارية حينما يلتقون بمعروضاته التي تنتمي إلى مختلف ثقافات العالم..
وبدوره، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «يمثّل اللوفر أبوظبي عصراً جديداً في عالم المتاحف بالمنطقة، مستقطباً المواهب والكوادر الناشئة في قطاع الثقافة، وقد نجح اللوفر أبوظبي في دفع حدود الإبداع والابتكار حول مفهوم المتحف المعهود منذ القرن الثامن عشر، بما يتماشى مع متطلبات ومعطيات زوار القرن الحادي والعشرين، خاصةً وأنه في ظل العصر الحالي وما يشهده من متغيرات وتطورات بات لمفهوم المتاحف دلالات وأبعاد جديدة. ويبرز اللوفر أبوظبي طبيعة التواصل بين الحضارات عبر أعمال فنية وتاريخية تضرب بجذورها في ثقافات مختلفة، بما يدفعنا إلى استكشاف الروابط الأيدولوجية والإبداعية والتقنية المشتركة بين الحضارات. ويروي اللوفر أبوظبي أمام زوّاره تاريخ البشرية عبر مجموعة غنية بالتحف الأثرية النادرة والأعمال الفنية الرائعة».
ومن جانبه، قال جان لوك مارتينيز، مدير متحف اللوفر في باريس، رئيس المجلس العلمي في إدارة وكالة متاحف فرنسا: «يحمل هذا المتحف أسمى المعاني والرسائل المتمثلة في الانفتاح على العالم، وهو ما يُعد ركيزةً أساسية وأولوية هامة في وقتنا الحاضر. ومع انطلاق هذا المشروع المذهل، كانت لدى الإماراتيين رغبة قوية لتعزيز أواصر التعاون مع فرنسا وإنشاء متحف على مستوى اللوفر الباريسي. واليوم، نفخر بخبرات المتاحف الفرنسية وأعمالها الفنية الرائعة والتي من شأنها أن تساهم في تكليل اللوفر أبوظبي بالنجاح وإبهار العالم وترسيخ مكانته بأنه علامة فارقة في تاريخ المتاحف والثقافة في العالم». كما وقال جان نوفيل، مصمّم متحف اللوفر أبوظبي: «سوف يقدم اللوفر أبوظبي، الذي يسعى في سرد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات على مر العصور، برنامجاً فريداً من نوعه. ويعبّر تصميم المتحف عن التقارب والارتباط بين السماء الهائلة، أفق البحر وأراضي الصحراء، كما وتخترق قبته أشعة الشمس لتخلق ضوءا ذات روحانية خاص به».