سلطان بن محمد المالك

ميزانية 2018 ظهرت تاريخية، إيجابية ومتفائلة بأرقامها وتقديراتها، ومهندسها سمو ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، وأبدع في إخراجها وزير المالية وفريق عمله الرائع. وبرهنت الميزانية على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، وما يتميز به من مقومات تجعله قادرًا على التكيف مع التطورات الداخلية والخارجية، وتجاوز التحديات أيًّا كانت. وقد أبرزت نتائج الإصلاح المالي من خلال تخفيض العجز وتنمية الإيرادات غير النفطية وزيادة كفاءة وفعالية الإنفاق الحكومي. وتميزت كذلك بأنها توسعية تنموية، تتضمن خططًا لتعزيز النمو الاقتصادي، والمساهمة في توليد الوظائف، وتوجيه الإنفاق؛ ليضمن رفع مستوى المعيشة للمواطن، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية بما يحقق رؤية المملكة 2030.

أرقام ومؤشرات الميزانية نُشرت عبر وسائل الإعلام المختلفة، والجميع اطلع عليها، وليس المجال لذكرها في هذا المقال القصير. وما حرصت أن أتطرق له هو نجاح وزارة المالية في إظهار الميزانية بشكل رائع من الناحية الاتصالية، وذلك من خلال نشرها بشكل مختصر ومبسط، سواء بعروض مرئية قصيرة، أو إنفوقراف، أو فيديو.. وغيرها من الوسائل الإعلامية، وبشكل مختلف عما اعتدنا عليه الأعوام السابقة.

في يوم اعتماد وتوقيع الميزانية من مقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في مجلس الوزراء، وبعد إعلانها مباشرة، تم تنظيم مؤتمر صحفي في مقر وكالة الأنباء السعودية، ودُعيت له وسائل الإعلام المحلية والأجنبية وكثير من أهل الاختصاص والكتّاب، وفُتح المجال للجميع للحوار والنقاش مع وزير المالية ووزير الاقتصاد ومحافظ مؤسسة النقد بكل شفافية، وبشكل مباشر. وزير المالية لم يكتفِ بالمؤتمر الصحفي بل اجتمع بشكل منفرد مع مجموعة من الاقتصاديين وكتّاب الرأي، وجلس معهم في نقاش وحوار ودي شفاف، واستمع إلى مداخلاتهم وآرائهم.. ومن حسن حظي أنني قد حضرت هذا اللقاء الذي بدأه معاليه بسؤال للجميع «أسمعونا آراءكم وتعليقاتكم بما شاهدتم في المؤتمر، وانطباعاتكم عن الميزانية؟». كان رائعًا في طرحه وتجاوبه بشفافية تامة مع كل الأسئلة المطروحة.

أختم بأن وزارة المالية نجحت بشكل كبير في خطتها الاتصالية لإيصال الميزانية ومحتواها للجميع بشكل مبسط، وبشفافية أكثر مما اعتدنا عليه سابقًا، وهذا هو المطلوب. ونتمنى أن تحذو حذوها كل جهة حكومية لديها برامج موجهة للمواطنين؛ فالشفافية ونشر المعلومة في وقتها مهمَّان جدًّا.