تأتي ذكرى البيعة الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله مقاليد الحكم والمملكة تشهد إنجازات مفصلية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي شكّلت ملحمة غير مسبوقة لبناء وطن وقيادة أمة.
اليوم يحق للوطن أن يفتخر وللمواطن أن يحتفي بهذه المناسبة الكريمة، لملك الحزم والعزم، ملك المواقف العظيمة التي أثبتت للجميع حنكة قائد جعل من أمن وسلامة بلاده ورفاهية ورخاء مواطنيه همه الأول وشغله الشاغل.
لقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بسماتٍ حضارية ومدنية رائدة جسدت تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه، وأمته العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي من خلال بناء شراكات دولية جديدة وقرارات تعزز مكانة المملكة، وتعكس حرصه الكبير على مستقبل أمته ونموها. ولعل محاربته للفساد وإحقاق الحق كانت أحد النواتج الهامة التي سعى من خلالها - حفظه الله- إلى تصحيح المسار ورسم صورة واضحة التي وصفها في كلمته الضافية في مجلس الشورى بأن الاستقامة للوطن بمحاربة الفساد واستئصاله من جذوره.
وعمل - حفظه الله- على بناء دولة المؤسسات والمعلوماتية التي تسهم في خدمة الوطن، كما أن أوامره الملكية -أيده الله-، تتضمن حلولا تنموية فعّالة لمواجهة التحديات ورفع قدرات الكفاءة مع التوسع في الخدمات التي تنعكس إيجابا على المواطن والحفاظ على المقدرات والثوابت، مؤكداً أن إنجازاته توالت لعانق السماء، حيث حمى الجار والدار، ودحر العدو القريب والبعيد، وألف تحالفات لم يسبقه لفعلها غيره، فعزز مكانة الدين والوطن وأعاد هيبة الأمة ووقف شامخا في وجه الإرهاب وأهله.
إن القرارات التي صدرت في عهده - حفظه الله- المتعلقة بحماية البيئة وصون مواردها، تعد منعطفًا مهمًا في تاريخ العمل البيئي في المملكة التي كان آخرها صدور الاشتراطات المعنية بالحفاظ على البيئة، التي تضمنت إنشاء وحدات حماية للبيئة من التلوث، تلتزم من خلالها بالأنظمة والمقاييس والمعايير البيئية التي تصدرها الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتزويد الهيئة بمعلومات عن الحالة البيئية للمنشآت داخل مرافقها بشكل مستمر.
وبهذه المناسبة يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ هذا البلد ويديم عليه نعمة الأمن والاستقرار.
** **
د. خليل بن مصلح الثقفي - رئيس الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة