سامى اليوسف
لا يوجد فريق لا يُهزم، أو يتعرض للخسارة أياً كانت قاعدته الجماهيرية وقوته الفنية وتاريخه، هذه هي القاعدة في كرة القدم.
الفارق في مسألة الهزيمة بالنسبة للفرق الكبيرة -بحسب اعتقادي- يكمن في توقيتها، فهناك فترة تُسمى بـ«الذهبية»، والتي تعني أن يتلقى الفريق الخسارة في توقيت مبكر من مشوار المنافسة، كما هو وضع الهلال الآن، فارق نقطي متقارب ورصيد من المباريات المؤجلة يكفي للعودة إلى القبض على الصدارة.
في الفترة الذهبية يُجدر بالجهاز الفني ومعه إدارة النادي أن يعيدوا تقييم المرحلة الفائتة والحسابات بنوعٍ من الحكمة والأناة، لتصحيح المسار وتصحيح الأوضاع الفنية، فالجمهور الهلالي لا يرضى بغير الزعامة بديلاً، مع يقيني بأن الجهاز الفني لم ينجح في حساباته بتقديراته الجيدة لمرحلة «الهبوط» الاضطراري التي كان يجب على أي جهاز فني متمرس توقعها وتوفير البدائل لها خاصة بعد دراسة وضع مشاركات الفريق وارتباطات نجومه الدوليين مع المنتخب، وكذلك الاصابات والايقافات المتوقعة، بالإضافة إلى ضرورة التخلي عن بعض القناعات السلبية من قبل المدرب تجاه بعض مشاركات اللاعبين في بعض الخانات.
الأمر المهم الآخر يتمحور حول ردود فعل اللاعبين وبخاصة النجوم الذين يعول عليهم الفريق والجمهور في مسألة الحلول الفردية خلال المباريات، هناك نوعية من اللاعبين الـ»سوبر ستار» تبرز قيمتها ويظهر تأثير تدخلاتها في الأزمات لتنقذ الوضع، وهذه الميزة افتقدها الهلال في ظل إصابة «السوبر» ادواردو وغياب الهدّاف، أو «المخلّص» الذي يحسم المباريات، أين اللاعب الدولي الذي «يشيل» الفريق، ويفرح الجمهور ويفك الضغوط عن الجهاز الفني والإدارة.
من حق المشجع البسيط، أو ذاك الفاهم في الأمور الفنية أن ينتقد ويعاتب ويلوم فهو يحترق عشقاً من الداخل، ولكن «الاستقصاد» بطريقة «الاستقعاد» لبعض اللاعبين وكأن المسألة تصفية حسابات لن تجدي نفعاً، وليست بالطريقة الحضارية لتوفير الدعم الإيجابي لبيئة الفريق، أو أسلوب حضاري للتشجيع.
الملاحظ أن إدارة النادي بقيادة الرئيس بدأت في التحرك فعلياً للتصحيح، وعقدت اجتماعات مع المدرب واللاعبين بعيدًا عن أعين الجمهور والإعلام، والمطلوب الاستثمار الأمثل لفترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وإعادة النظر بشكل حازم في مسألة «الدكة» التي يجلس عليها عدد من اللاعبين غير المفيدين فنياً، أو انتهت صلاحيتهم، ولم يعد لديهم المزيد دون مجاملة على حساب الفريق.
أخيرًا، يجب أن يُدرك الجمهور الوفي أن المخلصين هم من يذكرونهم دوماً بأن فريقهم منافس قوي على لقب الدوري، ولكن لم يضمن هذا اللقب بعد، فالمشوار مازال طويلاً، والدعم الإيجابي هو المطلوب بعيدًا عن التطبيل أو الانتهازية.