المملكة العربية السعودية درة الأوطان ووطن الإسلام والتوحيد وبلد الاعتدال والوسطية وبيت العروبة، أقامها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - على منهاج الدين القويم، وتعاهدها من بعده أبناؤه وأحفاده البررة الأوفياء إلى أن تعهدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية
- يحفظه الله - حيث تولى مقاليد الحكم يوم الأربعاء 3 ربيع الآخر لعام 1436هـ.
ويصادف هذا العام الذكرى الثالثة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - يعاضده ويسانده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - يحفظه الله - وقد تحقق للوطن العديد من المنجزات على الصعيدين الداخلي والخارجي ولله الحمد، حيث استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبمساندة ولي عهده الأمين تحقيق الكثير من المنجزات في كافة الصعد والمجالات وذلك في إطار رفاهية الوطن والمواطنين ورخائهم.
وقد حافظ الملك سلمان بن عبد العزيز على كيان الدولة المترامية الأطراف والواسعة الأرجاء في ظل الكثير من التحديات التي تحيط بالمملكة، حيث نجح في تكوين مؤسسة حكومية لدولة حديثة تدار بنمط لا مركزي تستثمر فيه طاقات الشباب والشابات، من خلال توحيد المجالس العليا في الدولة بمجلسين رئيسيين مرتبطين بمجلس الوزراء. إضافة إلى تحقيق التنمية والرفاهية وإيجاد الظروف المعيشية الميسرة للمواطنين من خلال تدشين العديد من المشروعات التنموية وتطوير استراتيجيات الاستثمار مثل مشروع (نيوم) بإشراف مباشر من لدن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان .
وقد تحقق للمملكة قفزة نوعية في شتى المجالات على الصعيد الداخلي، إذ تحققت الكثير من المنجزات منها:
- إطلاق رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 والذي تم من خلاله إعادة هيكلة كافة وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة وذلك بهدف رفع مستوى الأداء إضافة إلى تنويع مصادر الدخل.
- تدشين مشاريع البنية الأساسية التنموية في العديد من مناطق المملكة وذلك في شتى القطاعات.
- إدراج فئة الشباب وإعطاؤهم الفرصة للمشاركة في تولي مناصب عليا ومهمة في الدولة.
- الاهتمام بالقطاع الحكومي عبر تطوير المواقع الوزارية وإعادة الهيكلة وفق متطلبات المرحلة وفي إطار تحقيق رؤية المملكة 2030 وبرنامجها الوطني 2020.
- الاهتمام بالقطاع الخاص والعمل على مشاركته الفاعلة في التنمية والتطوير، مثل تنمية وتطوير الخدمات والمرافق، والاهتمام بشكل كبير بالقطاع الإسكاني لسد احتياجات المواطنين، وقد دعم ذلك الاهتمام بالقطاع الخاص اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز 72 مليار ريال لتنفيذ خطة تحفيز القطاع الخاص في المملكة.
- الاهتمام بالمرأة وتمكينها من المشاركة في التنمية وإعطاؤها الفرصة للإسهام في شتى مناشط الدولة، وذلك بما يتوافق مع طبيعتها ووظيفتها التي حددها لها الشرع والدين.
- ومن أبرز منجزات خادم الحرمين الشريفين اهتمامه - يحفظه الله - بالحرمين وإشرافه المباشر على عمليات التوسعة لهما ورفع الطاقة الاستيعابية ومتابعة مراحل تنفيذ التوسعة.
- الاهتمام بالشباب وحرصه على أن تقدم الدولة كل ما يسهم في تحقيق متطلباتهم في مجالات التعليم والابتعاث والرياضة وغيرها.
- ومن أبرز المنجزات اعتماد وإنشاء وتدشين وافتتاح العديد من المشروعات الطبية والإنسانية والحضارية والتراثية والخيرية والإغاثية والعسكرية.
أما على المستوى الخارجي فقد تحقق خلال هذه المرحلة الكثير من المنجزات، حيث تم وضع صياغة جديدة في تحقيق التوازنات الجيواستراتيجيّة والتي تم من خلالها إعادة ترتيب العلاقات بين المملكة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، وقد كان إعلان عاصفة الحزم وإعادة الأمل وإعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب والذي يعنى بالاهتمام بمصلحة المملكة والأمتين العربية والإسلامية والمنطقة أولى خطواتها.
من جانب آخر لا تزال المملكة العربية السعودية تؤكد باستمرار أن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها وأن موقف المملكة ثابت ويظل دائماً مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف إلى تحقيق السلام الشامل والعادل واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز منجزات المملكة على المستوى الخارجي كذلك استضافة القمم السعودية العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض ونجاحها، إضافة إلى مشاركة المملكة في قمم دول العشرين.
ويؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - دائماً على أن المملكة العربية السعودية منذ أن أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - قامت على تطبيق شرع الله والالتزام بالعقيدة الإسلامية وعلى العدل في جميع الأمور والأخذ بمبدأ الشورى، وخدمة بيته الحرام ومسجد رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.
كما يؤكد دائما - يحفظه الله - على الاهتمام بالمواطنين والمواطنات وتقديم الخدمات كافة لهم وتسهيل الإجراءات وتوفيرها لهم بسهوله وجودة عالية لتحقيق متطلباتهم، فالهدف تطوير حاضر المملكة العربية السعودية وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع الثوابت، والتمسك بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله سبحانه بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا. وفي الختام يسرني أن أرفع ببالغ التقدير والاحترام التهنئة الخالصة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظهما الله - وأن يديم عليهما وعلينا نعمه وفضله.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.