فهد بن جليد
هو مرض مُزمن يُصيب الأشخاص الأكثر إدماناً على التقاط صور السيلفي بشكل يومي، له ثلاث درجات ومراحل تعتمد على عدد الصور التي يلتقطها الإنسان لنفسه في اليوم الواحد - حتى لو لم ينشرها - حيث إنَّ التقاط ثلاث صور فأقل بشكل يومي لمجرَّد حفظها دون نشرها يعني الإصابة المُعتدلة بالمرض النفسي الجديد، وأمَّا إذا داوم الإنسان على نشر تلك الصور بشكل ملحوظ عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي, فإنَّ إصابته تتحوَّل إلى النوع الثاني الحاد، أمَّا النوع المُزمن من الإصابة بالمرض فهو ذاك الذي لا يستطيع معه الإنسان السيطرة على نفسه، فيقوم بالتصوير والنشر طوال الوقت، وبمعدلات قد تتجاوز الست مرات..
التصنيف العلمي لما يحدث بحسب باحثين في جامعة نوتنغهام البريطانية أنَّ جميع هؤلاء في الأصناف الثلاثة، مُصابون بمرض نفساني وعقلي أطلق عليه الـ (سيلفتيس)، ويحتاجون لعلاج وتدخل طبي، نتيجة نقصان الشعور بالثقة في النفس والشكل في لقاءاتهم المباشرة مع الآخرين في الواقع، لذا، هم يحاولون الانسجام والتكيف مع الناس من حولهم عبر هذه الوسائط الإلكترونية للهروب من واقعهم وخلق واقع افتراضي جديد يعيشون وينطلقون من خلاله، هذه البحوث المُثيرة للجدل أجريت في بريطانيا والهند التي تعد الأكثر إصابة ( بحُمَّى السيلفي) من بين أعداد المُستخدمين حول العالم.
هوس التقاط السيلفي الذي أصاب المستخدمين بتعدد ثقافاتهم المُتنوعة، أحدث نوعاً من الفوضى على مشهد مواقع التواصل العالمية، ففي حين تعتبره مثل هذه الدراسات مرضاً نفسياً (قاسياً) يخفي خلفه مخاوف ومشاكل تراكمية عديدة نتيجة عدم ثقة المُستخدم في نفسه, يعترض عدد من الباحثين الآخرين على مثل هذا التفسير قائلين إنَّه لا يستند إلى أبحاث علمية مُعتبرة - عطفاً على المدة الزمنية القصيرة من عمر هذه التقنية في الأصل - والتي لا تحتمل مثل هذا الطرح الذي يحتاج سنوات طويلة من البحث والترقب، وما بين هذا وذاك علينا الاعتراف أنَّ ثمة أمراضاً ومشاكل جديدة مُصاحبة لثورة التواصل الاجتماعي بدأت تظهر على بعض المُستخدمين، لذا إليك بعض النصائح الهامة التي أجمع عليها المُختصون لتخفف من أضرار التواصل المُستمر مع الآخرين, ولعل في مقدمتها : التخلص من هاتفك المحمول أكبر وقت ممكن، عدم فتح الرسائل والدردشات فوراً بمجرد وصولها، ممارسة أنشطة أخرى في وقت الفراغ بدلاً من تصفح الهاتف، لأن الأدمان على مُتابعة حسابات الآخرين الاجتماعية وتصفحها بشكل متواصل يُصيبك (بالتضليل، البلاهة،الكسل، الهوس بالمُشاركة، الحرمان من التفكير والإبداع والتأمل)..
انتهت المساحة ومازال هناك العديد من الآثار السلبية الأخرى..
وعلى دروب الخير نلتقي.