د.عبدالعزيز الجار الله
ذكرى بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، هي ذكري لولادة دولة جديدة، بدأت بقرارات ومعالجات لإصلاحات داخلية حتمية، من مناصب وضم وزارات وإعادة هيكلة مجالس واستحداث هيئات عامة، هذا في الداخل وفِي الخارج مد جسور عالمية وإسلامية وإقليمية، وإبرام عقود واتفاقيات، لكن الحدث الأبرز هو حرب التحالف بقيادة السعودية على الميليشيات الحوثية واستعادة الشرعية للحكومة اليمنية.
نحتفل هذه الأيام بالبيعة الثالثة للملك سلمان بن عبدالعزيز والذي كان توليه الحكم في ظرف سياسي صعب ومعقد، دول جوار ومتاخمة لحدودنا تأكل أطرافها الحرب الأهلية على خلفية الربيع العربي وهي: اليمن وسورية وليبيا، فدولة ليبيا البعيدة جغرافيا فإنها القريبة بالعروبة والأخوة الإسلامية ومن النسيج القبلي لجذور الجزيرة العربية وإحدى بوابات الشمال الإفريقي للوطن العربي، كانت خرائط العرب زمن الربيع العربي2010م تنذر بالتقسيم، والخصوم يحضرون لأطالس جديدة، وإيران تتقدم الجميع لتقسيم موائد العرب الغنية، وجعلها سقط متاع ومشاع للتجزئة والبيع بالمزاد.
لكن كان أخطرها اليمن الجار والحدودي والنسيج الاجتماعي المتداخل معنا، السكان والمصالح ووحدة الدين والعروبة والتاريخ وجغرافية المكان، لكنه بالأمس عام 2015م زمن تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله وحفظه ليحمي بلادنا، كان اليمن مختطفا من إيران ويعيش على وقع الانقلاب الحوثي الذي يأتمر من إيران والعملاء ومرتزقة الملالي في طهران، وكانت الظروف السياسية والمواقف الدولية غامضة حتى اتخذ مليكنا سلمان قرار الحرب وَقاد التحالف العربي مدعوما من الأمم المتحدة وأصدقاء العرب الحرب لعودة الشرعية لليمن.
وهذا العام تحقق للتحالف العربي نسبة كبيرة من طموحه وتم كسر ظهر القوة الحوثية المدعومة من إيران، ودحر الحوثي داخل صنعاء وتمت محاصرته داخل جيوب في العاصمة، ثم تم تمشيط الساحل الغربي للبحر الأحمر حتى حدود مدينة الحديدة، وبقي الحوثي ومن انشق معه من الجيش وبعض القبائل محاصرين في بعض مدن الأقاليم الشمالية وفِي العاصمة صنعاء الصغرى وليس محيط صنعاء الكبرى، أما باقي تراب اليمن الكبير والواسع فإنه محرر ويخضع للشرعية.
بارك الله لنا بالملك سلمان الذي أخمد فتنة وعدوان الحوثي باليمن وأعوانه الإيرانيين، الذين أطفأ الله نار حربهم وشرورهم.