كتبت مقالاً حمل عنوان «السينما في السعودية» نشر قبل 5 سنوات في صحيفة أنحاء الإلكترونية, تناولت فيه أن السينما جزء من المشروع الثقافي السعودي, وأنها جانب من الجوانب المهمة, وأنها وجه خير.
هي فعلاً وجه خير لأنها تحقق أهداف «رؤية 2030» وكذلك تساهم بشكل فعال في «التحول الوطني» كما أنها ستقدم أكثر من 150000 وظيفة دائمة ومؤقتة, وكذلك ستضخ أكثر من 85 مليار ريال لصالح الناتج المحلي.
وجه خير لأنني أرى الجانب الممتلئ من الكأس, ومتفائل بأنها ستزيد من فرص صناعة السينما بأيدي سعودية, كان هناك إنتاج لأفلام سعودية مع غيابها خلال العقود الثلاث المنصرمة, وقرارها الذي جاء بغتة لم يفاجأ الكل لأنها كانت موجودة سابقًا في بعض الأندية الرياضية كما يروون لي الذين عاشوا تلك الحقبة, لأننا ننشد المستقبل ومن ينشد المستقبل لابد أن يواكبه, والسينما جزء من الماضي والحاضر والمستقبل, وهي في تطور دائم وها نحن مقبلين على تقنيات حديثة جدًا في دور السينما.
في حضورها ستكون القوة بإذن الله في صناعة أعمال سينمائية ومتأكد بأن شبابنا سيبهروننا ولن يصيبنا الاستغراب عند وصولهم للعالمية.. لأنهم فعلاً وصلوا, ومثال على ذلك فيلم وجدة الذي رشح لجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2013.
«سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للملكة».. العبارة السابقة ضع على أسفلها خط أحمر!
مهمة جدًا وينبغي أن لا يقتصر الدور على الإشراف والرقابة, بل يتخطى ذلك إلى الصناعة وتقديم أسماء سعودية إلى ساحة التمثيل والإخراج والكتابة, يشاركون في أفلام عالمية مع نجوم كبار مثل شاروخان وبراد بيت. بعد القرار.. ما بين مؤيد ومعارض ولكن ثمة طرف ثالث بينهما وهو المستثمر, من بدأ بالاتصال على الأسواق التجارية, لإيجاد مساحة مخصصة لصالات السينما. هنأ السعوديون بهذا القرار الحكيم رجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم, وهو يمتلك اسثمارات عملاقة في الرياض مثل «مول السعودية» ومن المؤكد بأن هذا السماح للسينما, سيعيد النظر في محتوى المشاريع وسيغير من تكوينها.. لأن ضرورة وجود السينما في الأسواق التجارية حتمية.
السينما تأتي في أوائل الزيارات للسائح السعودي في الخارج.
في بداية تشغيل السينما لدينا, ينبغي حضور أفلام وطنية, مثالاً أبطالنا الساهرون على الثغور والشهداء, وكذلك الأفلام السعودية.. لأن لا ينبغي أن العيون السعودية لا ترى أعمالا سعودية!
أنا واحد من الناس الحريصين على حضور فيلم «ولد ملكًا» والذي يحكي زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لبريطانيا عام 1919 وسيعرض لدينا لأول مرة ثم في دور السينما العالمية.
ليتنا نقدم فيلم سينمائي يحكي جانب من سيرة أشرف الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, نعم إننا قادرين على صنع هذا المحتوى وتقديمه للعالم, كلنا ثقة في قدراتكم.
** **
- فيصل خلف