محمد جبر الحربي
1.
منذُ البدايةِ ما كانتْ سِوى لغتي
حمَّالةُ الرُّوحِ مِشْكاتي ومِرْآتِي
حتى النهايةِ إفصاحي وتوريتي
ونعمةُ اللهِ، مِنْ ذاتي إلى ذاتِي
2.
الرايةُ الخضراءُ فوقَ سوادِهِمْ
ما الحُرُّ في العلياءِ مثلُ أسيرِ
إنْ كانَ ليلُ الغامضينَ كظنِّهمْ
نحنُ الوضوحُ وجَبْرُ كلِّ كسيرِ
3.
سأكتبُ أنّكِ الأجمَلْ
وأنكِ زهرةُ المخمَلْ
وأنكِ نبضُ غاياتِي
وأنكِ غايتِي الأكمَلْ
وأنكِ طفلةٌ خجلَى
وأنّ الزَّهوَ إذْ تخْجَلْ
وأنكِ جنَّتي العليا
مدينةُ جدِّيَ الأوَّلْ!
4.
ومِنْ مِلحِها أنِّي وليدٌ بحضنِها
ومِنْ ملحِها موْتي، إذا حلَّ بي موْتُ
وفيها نِياطُ القلبِ تشدو بحبِّها
فلا صوتَ يعلو إنْ تغنَّى بها صَوْتُ!
5.
أحبُّك.. فالحُبُّ سنَّةْ
وفرْضٌ وما كانَ مِنَّةْ
فحُبُّكِ واللهِ روحِي
وبوحُكِ.. إدْغامُ غُنَّةْ
وأنتِ بهِ خفْقُ قلبٍ
وإنْ كانَ طيْراً بجَنّةْ!
6.
سلامٌ على أهلي
وللناسِ يا فَجْرِي
وهذا سلامُ النَّخلِ
للأهلِ.. في بَدْرِ
سلامٌ على أرضٍ
بها قائمٌ شِعرِي
مدينةِ مَنْ نهوى
لنعناعِها عمْرِي
وإنْ كانَ مِنْ وردٍ
بِكمْ رائِجٌ عِطْرِي
7.
قلبِي يُحِبُّكِ أنتِ عاصِمةُ الهوى
مهما تكاثرَ.. مَنْ يُحبُّ سِواكِ
لولاكِ ما ضاقَ الفؤادُ ولا هوى
هلْ كانَ مثلي يا هوى لولاكِ؟!
ما جَادَ غصْنٌ بالثِّمارِ ولا ارتوى
قلبٌ.. فيا أرضَ الجمالِ فِداكِ!