ذات التقى نسيت دنيا الأنام.. ولم تزل تلهج بذكر بارئها إلى والدتي كشف الله ضرها وجميع مرضى المسلمين:
ونكأتَ حزناً ماتزالُ ذئِابهُ
بين الجوانحِ جهمةَ التحديقِ
ألماً تلوبُ قفارَ روحٍ أصحرتْ
وكأنها قد أضمرت تمزيقي
وأنا يداهمني الهزيعُ تَذكُّراً
لحبيبتي، أمي، أبي وشقيقي
وأنا أراها في الفؤادِ طريحةًً
وأقولُ يفداكِ الفؤادُ أفيقي
حتى إذا انتبَهتْ وقلتُ عرفْتِنِي
غَمَرتني بالتمحيصِ والتدقيقِ
قالت وعيناها تفيضُ طهارةً
عرَفَتكَ عبدالله لَهْفَةُُ شوقي
ياللحنانِ إذا رنتْ وتَبَسَّمتْ
وكأنها لمستْ شقايَ وضيقي
وجسامةُُ الخطبُ المريعِ تدُّعُني
ويغوصُ في الأحشاءِ رُمحُ عقوقي
ياكاشفَ الضرِّ الأليمِ بِلُطفِهِ
يا فارجَ الكرُباتِ بعدَ الضيقِ
وجهتُ وجهي شطرَ عفوك قانتاً
وجلاً أغصُّ من الذنوبِ بريقي
ناجيتُك اللهمَ نبضُ مشاعري
يهمي بذلٍّ بالجَنَانِ مُحيقِ
هل شافعٌ أن لستُ قطُّ مجاهراً
فيما اقترفتُ ولستُ بالزندِيقِ
فالطفْ بمن عاشت تحثُّ على التُقَّى
ووفت بعهدٍ بالخشوعِ وثيقِ
هي ذي نفتْ دنيا الأنامِ ودأبُها
نجواكَ بالآصالِ والتشريقِ
هي ذي على ما مسَّها وسؤُالُها
صليتُ! هل هذا الكلامُ حقيقي
حتى إذا قُلنا نعم زفرتْ أسىً
بينَ اعتمالِ الشكِ والتصديقِ
** **
- شعر/ عبدالله بن متعب السميِّح