بعد إقرار افتتاح دور عرض للسينما في المملكة، بدأ الحديث عن الروايات التي تصلح لأن تتحول إلى أفلام سينمائية، وتداول أغلب المغردين في تويتر مشاريع لأسماء عناوين لبعض الأفلام.
اعتقد كل روائي يحلم أن تحول بعض رواياته إلى أفلام سينمائية يشاهدها الملايين، ولكن هل يوجد لدينا صناعة سينما، ما يحدث الآن هو اجتهادات لبعض المبدعين والمبدعات الذين أحبوا السينما حيث قدموا أفلاماً مجملها قصير، حقق بعضهم عدة جوائز، ولكن كما قلت هي مجرد اجتهادات بدأت منذ سنوات ربما ليست قصيرة إذا ذكرنا مخرج كبير مثل عبد الله المحيسن الذي علق جرس الفعل السينمائي في المملكة منذ منتصف السبعينيات لميلادية، ولكن، يجب أن نفرق بين تلك المحاولات التي تستحق التقدير، وافتتاح دور للسينما في المملكة.
السينما لم تكن حدثاً جديداً في المملكة فقبل «ربما» أربعين سنة كانت بعض الأندية الرياضية تعرض أفلاماً سينمائية بصورة شبه يومية، وكان هنالك بعض الأماكن المتواضعة للعرض، بالطبع، لم يكن هنالك رقابة أو تنظيم، ما سيحدث مع بداية 2018م هو تنظيم عروض السينما والإشراف الرقابي عليها، وبكل تأكيد اتاحة مشاهدة الفيلم السينمائي بدار عرض وفق الطقوس المعتادة، بحيث لا يضطر أي محب للسينما مغادرة البلاد لمشاهدة أي فيلم.
إذ إن عرض الفيلم السينمائي أمر طبيعي، ولكن صناعة سينما احترافية، تحتاج إلى زمن وخبرة وممارسة، ربما ما يقدم الآن هو إرهاصات، ومحاولات جيدة، وهنا يجب أن نفرق بين النص السينمائي ونص الرواية، ونتفق على أن ليس كل رواية تصلح أن تتحول إلى السينما، أو الدراما التلفزيونية، ولكن هو مشروع يحتاج إلى فريق عمل لبحث ما هو مناسب للعمل الدرامي، وبكل تأكيد أن المخرج المبدع قد يستقي مشهدا أو جزءاً من رواية ويحوله إلى عمل عظيم، مثل ما فعله المخرج داود عبد السيد في فيلم (الكيت كات)، حيث أخذ فصلاً من رواية إبراهيم أصلان «مالك الحزين» بعنوان «صائد العميان»، وأبدع محمود عبد العزيز بالدور الذي تقمصه.
مشاهدة العروض السينمائية الجيدة متعة، وقراءة الأعمال الروائية أيضاً متعة، ربما في المستقبل حين يكون لدينا صناعة نشر جيدة، وكذلك صناعة سينما جيدة، نجد بعض الروايات تحول إلى أفلام وينال بعضها جوائز عالمية بالمقابل، نجد النسخ الورقية للنصوص الأصلية الروائية لبعض الأفلام تحقق أكثر مبيعاً في المكتبات، وهذ يحدث الآن في أوروبا وأمريكا، وهاري بوتر أكبر مثال.
لنستمتع بالفعل الثقافي، فكما يستمتع الأغلبية بمشاهدة مباراة في كرة القدم، لنستمتع بمشاهدة عرض سينمائي، أو عرض مسرحي، أو قراءة نص إبداعي، رواية أو قصة أو قصيدة، ونفتح نافذة صغيرة لأفلام السعودية، وطننا جميل ومبهج والمتعة حاضرة فيه دائماً.
** **
- عبدالعزيز الصقعبي