تقرير - محمد المرزوقي:
ما الذي يمكن للمشاهد السعودي، ناهيك عن العربي، أن يتوقعه من رسالة تلفزيونية يومية عبر القناة (الثقافية)، التي يفترض فيها أن تكون صاحبة «قصب السبق» بين الفضائيات الأخرى؟ في مناسبة من أبرز وأهم المناسبات الوطنية الثقافية، التي يشارك فيها (42) دولة، ويحضرها يوميا ما يقارب من (50000) زائر يوميا، يطوفون قرابة (500) جهة نشر! وما الذي يمكن ترقبه عبر ما يدور في حضرة الكتاب، ومن أجل الكتاب.. والكتابة، من ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية، وورش مهارية، وعروض فنية، وأخرى مسرحية، وفنون تشكيلية، ومبادرات ثقافية واجتماعية وقرائية، وأندية مصغرة تعنى بالطفل في جوانب توعوية وتثقيفية متنوعة؟!
كل هذه الأسئلة وغيرها التي ما تزال حبيسة الأمنيات، تجيب عليها الرسالة اليومية للقناة الثقافية عن المعرض، التي لو لم يكن (استديو) القناة على مقربة من أحد ممرات المعرض، لما تمكن المشاهدون من رؤية سوى بعض الرفوف التي يقف أمامها بعض أصحاب الأجنحة المشاركين، إذ يتم التناوب ما بين الاستديو والكاميرا المتنقلة من حوار إلى شبيهه، فيما لا يتجاوز قطبي (مؤلف/ناشر)، لتظل الرسالة محصورة يوميا بين قرابة العشرة مؤلفين، وما يقاربهم من ناشرين، وبعض موقعين، لتنتهي الرسالة ملوحة بأمل اللقاء في حوارايات مقبلة! ليظل هذا كلما تعرضه القناة في رسالتها اليوم عن تظاهرة ثقافية، بهذا الحجم العربي، وبهذا التنوع الثقافي والحضور المعرفي، والتفاعل الجماهيري اليومي من مختلف فئات المجتمع! لا أعتقد أن كثيرا من المشاهدين لم يجولوا موقع المعرض الإلكتروني، للتعرف على العناوين، وأسماء مؤلفيها، ولا أظن أن أغلبية ممن لم يحظوا بزيارة هذا المحفل الثقافي، لما يقتنوا عبر منصاته ما رغبوا في اقتنائه من كتب ورقية كانت أو إلكترونية، كما لا يمكن التصور عن أي مؤسسة إعلامية أنها لا تعي ما يحيط بها من تحديات عبر وسائل الإعلام ووسائل الاتصال! ما يجعل المحتوى الإعلامي (الرسالة)، لأي وسيلة إعلامية، مرآة تجسد ما يقف خلف صورتها من رؤية ورسالة وأهداف، الأمر الذي لا يمكن القبول بتفوق حساب زائر عبر منصات التواصل المجتمعي، أو قناة آخر عبر فضاء الشبكة العالمي قادرا على التفوق على العمل الإعلامي «المؤسسي»، ومشاهد ومتداول أضعاف ما أنتجته مؤسسة إعلامية اتخذت من الثقافة مضمارا لها، حتى لا تكون أول المغيّبين أو الغائبين!.